إنه زمن الكذب يارفيقي
الأحد, أكتوبر 10, 2010 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: مقالات //يقال أن "الكذاب لصٌ، لأن اللص يسرق مالك و الكذاب يسرق عقلك " و يقولون ليس للكذوب مروءة " ،فماذا لو اعتبرنا أن الكذب جريمة يعاقب عليها القانون ، تشدد عقوبتها في حالة ارتكابها امام الجمهور مثل السرقة و القتل ، كم من المجرمين سنعاقب و كم مسؤولا سنحاسب و كم مسؤولا في هذا سيبقى خارج السجن ؟ ففي هذا " الزمن الغريب" الذي نعيش.. انقلبت القيم و الموازين داخل المجتمع حين تجسدت لدى افراده رذيلة اسمها -الكذب- و أضحت المقياس والأسلوب الوحيد للتفوق في كل المجالات و الوسيلة السهلة للنجاح "الدنيوي" طبعا... الكذب هذه الصفة الذميمة لها دور في تضليل العقول فالمنافق كاذب لأنه يتكلم بكلام غير الكلام الذي في قلبه ،والمتكبر كاذب لأنه يدعي لنفسه مكانة غير مكانته ،و المغرور كاذب لأنه يعتقد ما ليس فيه و يبالغ في منزلته..و الصحفي كاذب حين ينقل بعين الربح ما يكتب ، والسياسي كاذب لأنه لا يصدق أصلا ما يقول و ما يعمي به قلوب مخاطبيه.
انتشر الكذب في كل مكان و تعددت صوره و انواعه من سياسي الى اعلامي و غيره....لكن لكل مبرره و اجتهاده الخاص في تبرير فعله ، فأتباع الكذب السياسي يستندون على القاعدة الميكيافيلية " الغاية تبرر الوسيلة " هذه القاعدة التي تتسم بالخداع و المراوغة و الغدر تنسب الى المفكر الايطالي ماكيافيلي في كتابه "الأمير "..... ،و اصحاب الكذب الاعلامي لهم مآربهم الخاصة و مصالحهم المادية و لأجل ذلك يقلب هؤلاء الحقائق،، فيرفعون الأقزام، و يقزمون الكبار و يؤسسون لمجتمع الرذيلة بالتركيز على الشذوذ و يرافعون من أجل براءة المجرم و تجريم البريء والنصرة لمن دفع أكثر ؟.
انتشر الكذب في كل مكان و تعددت صوره و انواعه من سياسي الى اعلامي و غيره....لكن لكل مبرره و اجتهاده الخاص في تبرير فعله ، فأتباع الكذب السياسي يستندون على القاعدة الميكيافيلية " الغاية تبرر الوسيلة " هذه القاعدة التي تتسم بالخداع و المراوغة و الغدر تنسب الى المفكر الايطالي ماكيافيلي في كتابه "الأمير "..... ،و اصحاب الكذب الاعلامي لهم مآربهم الخاصة و مصالحهم المادية و لأجل ذلك يقلب هؤلاء الحقائق،، فيرفعون الأقزام، و يقزمون الكبار و يؤسسون لمجتمع الرذيلة بالتركيز على الشذوذ و يرافعون من أجل براءة المجرم و تجريم البريء والنصرة لمن دفع أكثر ؟.
قائمة الكذابين في مجتمعنا المتزلزل في قيمه لا تنته مثلما لا تنته صور خداعهم.و ضحايا هذا الكذب قد تكون طائفة وقد يكون مجتمع بأكمله، لكن ما شد انتباهي و انا أبحث عن طائفة الكذابين و ضحاياهم مقالا كتبه الصحفي مصطفى حيران" المغربي" حين تحدث عن قابلية هذا المجتمع للكذب و تفضيله للخطاب الكاذب ..يقول مصطفى حيران في مقال منشور " نحن في حاجة ماسة لأناس عباقرة في الكذب على الجمهور. ذلك أن كل مَن مارس السياسة، أو تدبير شأن عمومي مِن أي موقع كان، يعرف بالسليقة، أن أكثر ما تحتاجه الحشود، ليس عملا جيدا، ينتشر خيره بينهم، بل إلى مَن يُحسن مُخاطبتهم، حسب عُقولهم، ألم يصف القرآن عشرات المرات "أكثر الناس" بأنهم "لا يعقلون"؟ فكيف لِمن لا يعقل، أن يتدبر الكثير من تعقيدات الحياة، فبالأحرى أن يتبين سواء السبيل في متاهاتها؟ إنها مُعضلة حقا، لذا لم يتعب، كثيرا، أغلب الذين تولوا، أمور الناس، بفضل مواهب تسلق مراتب السلطة، لإيجاد الوصفة السحرية الناجعة، في سبيل ضبط الجماهير، وقِيادتها من أنفها، مثل ثور هائج في حلبة مُصارعة، يُجهد قِواه في الركض وراء الخِرقة الحمراء، بينما أسِنَّة الرماح تخترق ظهره، حتى يخر مُضرجا في دمائه، غير مُدرك مصدر الهلاك."
نعم هكذا ..مجتمع يفضل الكذابين.. فلا ينحصر ما قاله مصطفى حيران على المغرب فحسب، فالأمثلة كثيرة في مجتمعنا وواقعنا في السياسة والاعلام والحياة اليومية ،مثل حال المترشحين الباحثين عن كسب المؤيدين و الأصوات للتربع على منصب ..تصوروا كم يدفعون؟ و كم صورا من الزيف و الخداع يمارسون؟ و كم من الوعود المعسولة الكاذية يقدمون ؟ و بالمقابل لهم رفقاءهم من محترفي الكذب الاعلامي الذين يمارسون الكذب للرفع من شأن المنافقين لتخدير الشعب و افساد عقول أفراده كحال انتخابات مجلس الأمة في احدى الولايات الداخلية حين تحول الفاسدون الى أتقياء وكرماء بفضل الاعلاميين " محترفو الكذب " ، وحال مؤسسات الصحافة التي تفضل تسويق الكذب و توظيف محترفيه ....وحال انتخابات الأميار التي يفصل فيها للكذاب البارع و المنافق المحترف....هي أمثلة كثيرة في الحي والقرية و الوطن ككل صالحة لكي تصل الى نتيجة أن الكذب صار الفعل المحبوب و تحول من رذيلة الى فضيلة .
إنه حقا مجتمع يميل الى الكذب ويفضل الكذابين و يتسلى بكلامهم في وقت لا يدري أنهم يستغبون حبه لهذه " الفضيلة " و يروجون سلعا كاذبة وسيناريوهات كاذبة لتلهيهم عن حقوقهم المهضومة ، لا يعلم هذا المجتمع أنه اتجه الى الهاوية و السقوط و الرذيلة و الفساد و مهد لرذائل صغيرة حين زكى رذيلة الكذب ، "فالكذب جماع كل شر، وأصل كل ذمٍّ؛ لسوء عاقبته، وخبث نتائجه؛ لأنه ينتج النميمةَ، والنميمةُ تنتج البغضاءَ، والبغضاءُ تؤول إلى العداوة، وليس مع العداوة أمن ولا راحة" " على قول الماوردي ،فكيف نبحث عن طمأنينة في مجتمع يعشق الكذب ؟
في السياسة وفي غيرها يبقى الكذب سبب بلائنا و تأخرنا و عدم احساسنا بالأمان ، كذب على المواطن و على الموظف و على المسؤول ..كذب على القارئ و سرقة عقله ...كذب في أرقام المشاريع ومدة إنجازها ؟....و عود كاذبة على الشعب و على التاريخ و الجغرافيا؟ ..كذب على العدالة و في العدالة ؟...حتى صارت قاعدة الكذب معيار الخلاص و أسلوب حياة في الأسرة و في المدرسة وفنا قائما بذاته "..الزوج على زوجته ..الحبيب على حبيبته كي لا يخسر ودها ؟ ..و الابن على أبيه كي يتقي شره ؟..والتلميذ على مدرسه لتبرير غياب أو عدم انجاز واجب ؟و المسؤول على الشعب لتغطية اختلاسه وفساده ؟... هكذا سيرورة الحياة اليومية ..الكل يكذب على الكل ؟ و في دواليب الحكم مختصون في صناعة الكذب وتسويقه الى الشعب و لكل مسؤول إجازة خاصة وعلامة تسويقية على حسب مرتبته و بحكم منصبه رئيس أو والي أو رئيس بلدية أو نائب في البرلمان .....لأن الكل يعلم أن الآخر يكذب ؟
إنه زمن الكذب يا رفيقي فكيف تريدني أن انجح في وسط كاذب مفتر ، آه لو تكفو عن الكذب لحظة واحدة و بعدها سترون أي لحظة سنعيش و اي راحة ستكتسبون.
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع