الحزن القاتل في الشرق
الاثنين, فبراير 11, 2013 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: مقالات //
مرت سنة كاملة بأياما .....،أشهرها ،و ساعاتها على وفاة
الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم
اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة
أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة
كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى
ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا
عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب
الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و
مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم .
الذي يستطيع أن يفهم ما تعاني منه عائلة الجابري هو
ذلك الوطني الذي يدرك الفرق بين الوطن والسلطة(؟) ، وبين بوتفليقة والوطن (؟..)،
ويدرك تماما بأن بوتفليقة وكل الوجوه التي نراها ترعى شؤوننا (؟) هي مجرد
"مفسدات" لحب الوطن حين ترى الظلم و يقابلونك باللامبالاة ،.... ....
الذي يريد ان يعرف معنى الحقرة في بلد العزة و معنى الظلم من الفاسدين في بلد
مكافحة الفساد ، ويريد ان يعرف طعم مرارة حب الوطن الذي يفسده الآخر ، عليه ان
يزور عائلة الجابري التي لا تغدو سوى مثالا حيا من العشرات و المئات التي تشرب
يوميا طعم المرارة ،و الحقرة ،و الصمت، واللاعدالة في بلد يرفع رئيسه شعار اصلاح
العدالة ، لكن لا نعرف معنى العدالة عنده (؟).
المهم و المؤسف أنه مرت السنة دون أن تحس عائلة
الجابري بأنها تملك حقوق المواطنة و حق الكلام ، ودون أن نُكرم الشيخ الجابري
الإمام و حافظ القرآن وصاحب الاخلاق العالية و معه آلاف المواطنين الذين يعانون في
صمت ، ..نُكرمهم بمعاقبة الجاني و كل من تسبب بموتهم ، وأن لا نجعل امثال الجابري
سوى أرقام تموت نستخرج لها شهادة وفاة لأن للقتيل "حق" و للموت أسباب
بعيدا عن القضاء والقدر ، ...... حقا إنه وطن غريب و سلطة تصنع المفارقات وعدالة
لا يمكن أن نسألها مثلما لا تستطيع هي أن تسأل الجاني الحقيقي وتتابع المتسبب
الحقيقي و تكتفي بالصغار (؟) ، فالشيخ الجابري الذي وفته المنية في شهر فيفري من
السنة الفارطة كان في رحلة البحث عن علاج لاصابة صغيرة تعرض لها ، و لم يكن يدري
أنه يقصد "موته " فلم يودع بناته ولا زوجته و لا أولاده لأنه كان يعتقد
أنه في وطن يحترم الانسان قبل المواطن ، فلم يحترم فيه لا المواطنة ولا الانسانية
، وعاد نسيا منسيا ، ..عاد مجرد جثة ورقم من الأموات حين صعد " المصعد"
و أبى المصعد أن يحترم و يقدر الشيخ فألقى به جثة هامدة ، و قطعه تقطيعا ... ومات
الجابري و المتهم بقتله صار مصعدا ..آلة .... ؟ ....هذه باختصار قصة الجابري
المواطن الجزائري ، المجاهدوالامام ،..يأبى أهل الشأن فيها من رعاة شؤوننا
الإعتراف بأن ما حدث للجابري ليس مجرد مصعد معطل رمى بجريح فأرداه ميتا مقطعا ،
لكنها قصة إهمال و لامبالاة ،.... هي قضية لا يمكن بلغة الحق والعدالة أن نتهم
فيها مجرد موظف كان غائبا حين صعد الجابري المصعد ، لأن المصعد "معطل ومريض "
منذ سنوات و لا أحد تحرك لإصلاحه ، ولا أحد سأل لماذا لم يصلحوه أو غيروه رغم أن
العشرات من المرضى يستعملونه ؟ ..لا أحد يسال ولا أحد يجيب لأن للإهمال حصانة و
للفساد أحصنة لا يمكن مجاراتها .....؟ .
تقول "مايا" ابنة الشيخ جابري أنها كتبت ..!. و صرخت.! و بكت.! و ناشدت الرئيس و المواطن و المسؤول.! .. لكنها لم تلقى أي تجاوب من طرفهم طيلة عام كامل، ..اي مأساة تحسها و هي تبحث عن تضامن من أبناء هذا الوطن .!.... بلهجة الغاضب الكاتم تواصل مايا رواية أحزانها و الام عائلتها ، لكنها تدخل في متناقضات حبها للوطن و نكران سلطة هذا الوطن لحقها في العدالة والاحساس بالمواطنة ......تُغير موضوع حديثها بدافع الهروب من حزن يبقى يلازمها رغم الهروب ...لتدخل في دوامة خليطة بين الغضب والحزن ...انه العذاب و الوفاء لوطن تغدر سلطته و لا تعرف معنى حب مواطن بسيط لوطنه ..هو اغتيال لمواطنتنا يا مايا .. و القادم قد يكون أسوا (؟) فما عزاؤنا سوى الصبر و انتظار أمل نتنمى أن يكون قريبا ...اما البقية يا عزيزتي فهم عديمو الاحساس الا حين يصابون بذات المصيبة و الاحزان . و للحديث بقية
خالد بشار وليد
صورة يوم احتجاجي ليصل صوت العائلة ؟
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع