فضائح على الموبايل
الثلاثاء, يوليو 13, 2010 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: تحقيقات //فتيات في سن الزهور و زوجات في عهدة رجال و شيوخ بترسانة أحفاد لكن لكل منهم حكاية و قاسم مشترك و غراميات تحت التهديد فرضتها تكنولوجيات حولها البعض الى أداة جريمة و استغلها الآخر الى وسيلة لإختراق خصوصية الأفراد بدافع التسلية أو لحاجة في نفس يعقوب ، فتحول الموبايل بتقنياته الى وحش يطارد هؤلاء بعدما كان وسيلة تساعده في قضاء حوائجهم...المصادفة وحدها من جمعتنا بعدد منهم لكن اختلط علينا تصنيف حكاياتهم هل هم ضحايا ام مجرد أشخاص تمكن الهاتف النقال من اختراق خصوصياتهم فعاشوا الجحيم و الويلات و صاروا عبيدا تحت رحمة " البلوتوث " و صحبه ، و لكل بوابتة و مدخل لفضيحته فمن بوابة العشق و الغرام و التهور احيانا و صولا الى الحمام و الأعراس و الأحياء الجامعية...أماكن باتت مفضلة لترصد خصوصيات الآخر وكشف عوراته و التجسس عليه ثم البدء في تنفيذ المخطط.
صورة شبه عارية في عرس أغواطي
حولتها من سيدة بيت الى امرأة عار..
قد يختلف الدافع وراء التقاط صور للضحية فأحيانا يكون بدافع الانتقام مثل ما حدث لسيدة من الاغواط التقينا بصديقتها في أروقة المحكمة حضرت معها في قضية طلاق تقول عنها أنها مظلومة لكن الزوج أصر خوفا من الفضيحة ، و تضيف أن السبب هي صورة فيديو ألتقطتها فتاة في عرس للانتقام من الزوج الذي رفض الزواج بها حيث التقطت الصورة في احدى الغرف بينما كانت الزوجة تغير ملابسها للزينة و استطاعت الفتاة ان تصنع حجة لتطول المدة و تبقيها عارية لدقائق ، لكن " للأسف الشديد لم نملك أي دليل لإثبات هذا لان الشريط خضع لبعض التغييرات حالت دون ان يظهر مكان التقاطها" و هو مالم نستطع اقناع الزوج به بعدما وصل اليه الشريط و هدده شخص مجهول بأن يوزعه عن طريق البلوتوث و أشرطة ان لم يقم بتطليق الزوجة و هو ماحدث في سرية تامة دون ان يحمل حكم الطلاق اي اشارة.
في عين الدفلى صنعت قصة" أبو عشرة و جد التسعة عشر" الحدث الصائفة الماضية حين وقع شيخ يبلغ 70 سنة مالك شاحنة نقل بضائع ضحية "البلوتوث "بعدما توعده شباب بالانتقام و أصبح هذا الشريط متداولا بقوة في المنطقة و وصل الى الجنوب حيث يظهر الشيخ رفقة فتاة قامت بتصويره يرقص على انغام الراي و هو يقود الشاحنة على طول الطريق السريع في وقت نجحت بفضل خبرتها على ارغامه مغازلتها و تقبيلها ليكتمل المشهد ، بعد ايام قام الشباب الذين رسموا الخطة و أجروا الفتاة على الايقاع بالشيخ و أرسلو الشريط الى أبنائه و أحفاده ونشروه عبر البلوتوث مما دفع الشيخ بملازمة غرفته أسابيعا خجلا من الفضيحة التي طالته و قصة عار لصق بأبنائه الذين استعروا من ابيهم .
كل هذا شيئ و ماحدث في إحدى بلديات غرداية قبل أشهر شيئا آخر يؤكد ان الهاتف النقال صار وسيلة و مصدرا لنشر فضائح من نوع غريب جدا و كشف خصوصيات خطيرة ،فالشريط الذي تداولته الهواتف النقالة و بعض المواقع التي تاكدنا من بعضها تظهر نقلا دقيقا لوقائع ليلة دخلة أحد العرسان قام بعض المتهورين بنشرها و حسب ما كان متداولا في أوساط بعض الشباب من اهل بلدته الذين تعرفوا على العريس و العروس أن مصدر الشريط هو العريس حيث حكى لنا أحدهم أن الشريط قام بتصويره العريس للذكرى "و أي ذكرى..." في موقف جنوني غريب حيث قام بتثبيت الكاميرا فوق الخزانة و بدأ ليلة العمر التي ربما تحولت الى كابوس ، فمن سوء حظه ان منزله تعرض للسرقة بعد اشهر و قام السارق باخذ كل شيء حتى الشريط المخبأ الذي يقنن فنيات ليلة الدخلة بمشاهد واقعية ، و يرجح الشباب الذين تحدثنا اليهم ان المجموعة التي قامت بالسرقة هي التي نشرت الشريط عبر البلوتوث ..و لكم أن تتصورا الموقف !!
اعترافات جامعية ؟
من العشق والغرام الى خوف وعار
"..كنت اعيش و انا اتساءل هل اعترف من اجل مواجهة اهلي أم اسكت و اعيش تحت طائلة العذاب كالجارية في يد كلب على شاكلة بشر...كنت تعبانة جدا مقهورة يائسة اكاد انفجر من كثرة التفكير...أعرف أن حديثي معكم لا ينفع لأنه مجرد موضوع سيقرأه الناس و ينعتوني بعدها بألقاب، قد أستحق بعضها لاني حقا غبية و حمقاء لكن ماذا يفيد هذا الكلام الآن ". هكذا كانت بداية حديثنا مع (ف.س) بنت العشرين ربيعا في رحلة بحث عن اعترافات ضحايا صور الموبايل الذين وقعوا بدافع العشق او التهديد، حديث كله أوجاع ممزوج بدموع من دم لكن بين طياته اعتراف بذنب من الصعب التكفير عنه أو الكشف عن المتسبب فيه...وعلى شاكلة محدثتنا كثيرات كشفت عنهن لكن رفضن الحديث او مجرد الاشارة اليه ،كلهن دخلن عالم الفسق بعدما وقعن في فخ الانسياق وراء عواطفهن فاصبحن متجندات تحت رحمة أفراد يستعملهن رأس مال و سلعة لتجارة تجني الملايين ووجدوا من غفلة و لامبالاة بعض الهيئات طريقا خصبا لأداء مهامهم.
لما سمعنا بقصة الفتيات من بعض الجامعيات لم نكن ندري اننا سنتمكن من الوصول اليهن لكن بمساعدة صديقة لإحداهن فتحنا قناة التواصل و استطعنا ان نتحصل على حقائق كان من الصعب ان نستوعب ان مسرحها مدينة الجلفة و الأغواط ، و كل هذا كان بمحض الصدفة بعد مناقشتنا رفقة موظفات لوقائع مشابهة كان مسرحها مدينة البليدة أبطالها لبنانيين وسوريين احترفوا فن الايقاع بالفتيات و تصديرهن الى كباريهات بلداهن من اجل ممارسة الرذيلة ، و تاكدنا منها بعدما أحيلت قضية بذات السيناريو على العدالة ضحيتها فتاة استطاعت أن تتخلص من شبح الضغوطات و تبليغ الاجهزة الامنية بالبليدة والعاصمة.
المهم أن القضية كانت ممهدا لفتح الموضوع مع بعضهن ساعدتنا لكشف ضحايا تقول انهن كثيرات من قلب الحرم الجامعي وخارجه وقعن في الفخ بعد مقدمات الحب و وعد بالزواج و الاحلام الوردية التي تفنن فيها شباب بمساعدة فتيات مأجورات اختاروا الاقامة الجامعية المساحة الخصبة للايقاع بالبنات ، و في هذا السياق تحكي (ف.س) قصتها بعد اصرارنا " تعرفت على شاب كنت اظن أنه جامعي لانه كان يتردد على الجامعة بسيارة من نوع شيفرولي قال لي أنه في عامه الأخير و انه يحضر لمذكرة التخرج ، في البداية صديته لأني كنت أركز على دراستي لكن مع اصراره و تنوع رسله وافقت على الكلام معه ، و لم أظن انني أجالس شخصا يمهد لنصب فخ..، ساعدته فتاة كان يقول انها ابنة خالته تسكن بغرداية و تقيم بالحي الجامعي و كانت تحكي عنه و على شخصيته و عائلته و ترافقني احيانا للإلتقاء به، في يوم من الايام طلب مني ان ارافقه الى المدينة رفقة تلك الفتاة و جلست خلف السيارة و لم اتفطن انها تحمل الموبايل لتصورينا ، بعد لحظات توقفنا و شغل الكاسيت و بدانا نتحدث ...كان يغازلني و يحاول التقرب مني بعدما نزلت الفتاة وو ضعت الموبايل في خلفية السيارة في البداية، امسكني بيديه و قبلني في وقت كان الصورة مركزة على الجهة التي اجلس فيها....".
استمرت علاقة (ف.س) مع هذا الشخص شهرا كاملا اكدت فيه انه لم يحدث شيئا لكن مع مرور الايام جاءتها ابنة الخالة المزعومة بصور الموبايل و اعلنت عن الخبر الصاعق ، و حملت رسالة التهديد ممكيجة بـ"رتوشات بني حواء" من اجل التكهن بما يحدث لو أرسلت الصورة الى اهلها ووزعت عبر" البلوتوث " ، مؤكدة لها ان الرسالة التي سترسل لأهلها ستكون ممضية بوعد " ارسال الحلقة الثانية" لمغامرات ابنتهم، و تضيف الفتاة " لم أتحمل الموقف كل ما جاء في ذهني ماذا يحدث لو وصلت الصور و الرسالة الى أهلي ،سألتها عن هدفها من القصة فاعترفت انها لا توجد قرابة وكل ما في الامر انها ضحية قبلها ارغمها على اداء الدور من اجل اصطياد فتيات اخريات بمقابل!!.
عاشت (ف.س) تحت رحمة العاشق المزعوم تطبق كل ما يقول ، رغم ذلك تحمد الله على أنها لم تصل الى ماوصلت اليه فتيات أخريات ضحايا ذات اللعبة حيث تؤكد أن هناك من ترغم للمبيت خارج الاقامة مع أشخاص يدفعون للشباب الذين يتحكمون فيهن و واقعين تحت رحمتهم ، وفي هذا تحكي محدثتنا قصة " أمينة" التي تسكن باحدى الدوائر من عائلة محافظة و قعت في فخ شاب آخر بمساعدة فتيات أخريات يعملن مقابل "اجر" على كل فتاة يصطدنها، حيث مهدن الطريق لخروج" أمينة" معهن في سيارة أجرة وفي الطريق أخذت مسلكا أخر متجهة نحو الغابة المجاورة للجامعة حيث كانت في انتظارها شاب أرغمها تحت تهديد خنجر أن تنزع ثيابها بطريقة استعراضية مقابل ان لا يمسها مكروه ، وبعد أسابيع وقعت تحت الأكراه لتنفيذ كل مايقول و ارغمها احيانا بدفع أموال مضطرة الى بيع مجوهراتها.
و تؤكد (ب.ف) موظفة بالمحكمة أن معرفتها ببعض الفتيات و التقرب اليهن كشفت لها ان مهمة الفتيات في الخروج من محنتهن شبه مستحيلة لأن همهن الأول ان لا تعلم عائلتهن بالقصة لذلك فالمواجهة صعبة و التحرك نحو مقرات الشرطة للإبلاغ هي رحلة في خانة الامنيات ، و تعلق (ف.س) أنها محظوظة لأن "شبحها" وفته المنية في حادث مرور و مات سري معه لكن ماذا عن الأخريات؟ و ماذا عن القادمات اللواتي هم تحت الترصد بجانب الحي الجامعي و في غابة صارت معروفة لدى العام و الخاص في الجلفة لكن لا أمن و لا سلم و لا منقذ..و لا حديث سوى عن العشق والغرام و جامعيات تحت رحمة صور قد تكون بسيطة لكن في قاموس عائلتهن عار و من هنا تقودهن الى "مستودعات أسرار" تفتح ان لم تخضعن لرغبات عشاقهن .فمن المسؤول ؟
تهور و تسلية و شباب يبحث عن جديد البلوتوث!!
في المقاهي و في الحافلات و قاعات الأنترنيت تجدهم يبحثون عن الفضائح كل يستعرض جديده ، و الأحسن من يلتقط صور واقعية عن "الجنس" أو" احداث وقعت" هم عشاق البلوتوث الباحثون عن التسلية ، في المقابل هناك من يتخصصون في انتاج الفضائح من اجل اغراض انتقامية او تجارة رابحة رأس مالها الابتزاز و التهديد، و القاسم المشترك بين كل هؤلاء هو الهاتف النقال الوسيلة المثلى و الاسهل و الاقل تكلفة ، ليتحول بذلك الموبايل من وسيلة اتصال الى أداة جريمة حيث تؤكد مصادر مطلعة في الجلفة أن السلطات الامنية قامت عديد المرات بمداهمات للمقاهي بغرض تفتيش الهواتف النقالة للبحث عن أشرطة فاضحة.في وقت يوجد استياء كبير من طرف المواطنين بسبب تراخي الاجهزة الامنية و غيابها في مواقع صارت معروفة لدى العام و الخاص كالغابة المحاذية للاقامة الجامعية بالجلفة و الساحات المقابلة لها التي تحولت الى استديوهات تصوير لأحدث الاشرطة.رغم ان بعد كل عملية مداهمة منظمة يشار لها بالمناطق الحمراء ...فأحذروا الموبايل فانه شبح بثوب معاصر ؟
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع