أوراق २००९ : بريان المطحنة ...ألف حكاية و مليون فضيحة (..؟..)
الاثنين, يناير 31, 2011 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: هموم شخصية //عندما تقع الفتنة يصبح كل شيء مباحا.. يغيب العقل والدين والأخلاق وكل المعاني الجميلة وسط ازدحام الجرائم وتسارع الأحداث.. تتسع مساحة الكراهية والانتقام، والثأر ورد الاعتبار وحماية الشرف، وتتداخل المفاهيم.. ينمو الحقد وسط الأهل والجيران والأصدقاء.. تموت معاني الصداقة والرحمة، والعفو والأخوة، وتصبح المدينة أشبه بساحة معركة يتربص كل واحد بالآخر ويحتاط من كل شيء حتى من نفسه (!) يصبح المجرم بريئا، ويتحول البريء إلى متهم.. يموت من نحبهم، ونخاصم أعز الأحباب خوفا من أن نواجهه.. تبكي الأمهات، وتذبح البسمة، وتغتصب معاني البراءة ويسافر الاحترام والوقار، ويغتال الحوار.. ليقع المحظور وتستسلم المدينة لتجارة الذمم، رأس مالها الأبرياء، ودماء أحبابنا الكرام وأصدقائنا الذين لم تجف دماؤهم ولم تنطفئ أحزاننا عليهم.
نقول هذا وقلوبنا تحترق على بريان وتبكي على فراق أصدقائنا(!) نواسي أهل الكرم والفضيلة من سكان المدينة الرحماء والأجلاء والطيبين، الذين أحرجونا وانتقدونا، واتهمونا بالتقصير في وصف أزمة بريان عبر مهنة صاحبة الجلالة التي استعملها البعض سلاحا لقتل بريان ألف مرة، بدل أن يحميها من بطش مافيا حقيقية متغوّلة (!) للأسف، من الصعب جدا أن ننصف، لأننا لم نرض أن تكون أقلامنا وصفحاتنا مساحة تعلن من خلالها مافيا الفتنة أفراحها وترقص على قرع طبول حرق بريان.. بالعكس كانت "الواحــة" بكل احترافية مصدر إزعاج لهؤلاء، لأنها بحثت وسط أزمة بريان عن الأسباب والمسببات المباشرة، وابتعدت قدر المستطاع عن الوقوع في فخ نقل الأحداث ووصف حجم الكارثة، رغم أن قلوبنا تعتصر ألما... أرادت أن تدخل صلب الموضوع، وساعدت بإمكانياتها البسيطة كل الأجهزة والسلطات، عندما تنبأت قبل أشهر من خلال متابعتها لكواليس المدينة بانفجار وشيك الحدوث في بريان وقبلها في عاصمة الولاية، وكشفت عن الخطة والوسائل حتى بعد الأحداث الأولى قبل تجددها في ماي، لكن لا حياة لمن تنادي.. (!) واصلت تحقيقاتها لتكشف أخطر التقنيات التي استعملتها مافيا الفتنة لتأجيج الصراع، لكن لم يأخذها أحد محمل الجد.. لتدفع بريان ثمن تعايش سكانها..
رغم أننا كنا نتابع الأحداث والخلفيات ساعة بساعة بالتحليل والتحقيق إلى ساعات متأخرة ليلا، إلا أن حكايات سكان بريان أدخلتنا في دوامة الحزن الذي يعيشه الأبرياء، وما وقع داخل الأحياء الضيقة التي لم تستطع أن تصلها قوات الأمن بترسانتها لسبب أو لآخر(!) هي حكايات أشبه بروايات الضحايا في العراق ولبنان وفلسطين، بل أكثر.. أشبه بمجازر أخلاقية يندى لها الجبين.. تصاب بالإرهاق والتعب، وبانفجار عقلي عندما تريد البحث عن الظالم والمظلوم، البادئ والمنتقم، صاحب الفعل ورد الفعل، فالكل من الجهتين يحكي أحداثا وجرائم وانتهاكات من الصعب عليك تحمّل تفاصيلها(!).. نعم هذه هي الحقيقة في عمق الأحداث.. إنتهاك للحرمات.. محاولات اغتصاب.. ضرب للنسوة.. قهر للشيوخ.. حقرة.. وهلع الصبية.. واحتجاز تحت الضرب.. حرق بأبشع الطرق.. سرقة... حيوانات تقتل.. بيوت تهدم.. أمن غائب.. غضب..استفزاز.. سب وشتم.. كل أنواع الجريمة المنصوص على معاقبتها وغير المنصوص عليها.... ببساطة، بريان عاشت أرقى أنواع الجرائم، ومن الصعب أن تقف مع فئة دون الأخرى خوفا من أن لا تكون حياديا ومنصفا
عندما نزلت إلى بريان، كان هدفي في آخر جولة أن أبحث عن الحل من أجل العودة إلى ماضي بريان... أبحث عن إيجاد مربط الحلقة الفارغة التي يحاول المجرمون تعميق فجوتها لضرب التعايش وتعزيز الفتنة.. لكن هيهات فالجرح عنيف جدا هذه المرة، والضربة كانت قاسية، دفع فاتورتها أبرياء وضريبتها حرمات ونساء.. لم استطع تحمل ما سمعت من حديث، كنت اعتقد أنه زيف أو مبالغة، لذلك طلبت من أحد الشباب الذي كان يروي لي حادثة امرأة اعتدوا عليها وحاولوا اغتصابها أن يسهل لي مهمة الحديث معها.. كان طلبا صعبا عليه، لكن كان ضروريا لأتأكد من مرارة الوصف الذي كان باديا عليه.. كنت رفقة مجموعة من الشباب يملؤهم غضب دفين وحقد جذرته بشاعة الجريمة، ولم يتحمل أحدهم القصة فرقرقت عيناه وبدا غاضبا وردد "والله كلاب.." وغادر مسرعا.. ما هي إلا دقائق حتى عاد محدثي وأعطاني دليل الجريمة لأسمع الألم من الضحية نفسها... امرأة تبكي من شدة الحياء فالموقف محرج جدا، بادرتني بالكلام وسألتني عن هدفي من سماع القصة ؟ فأخبرتها أن ذلك من أجل الحقيقة فقط.. بدأت بسرد وحشية ليلة حالكة عندما هاجمها ملثمون في وقت خرج ابنها لطلب النجدة "كانوا عشرات.. لم أجد ما أدافع به عن نفسي سوى قضيب حديدي، وكنت أستنجد بالصياح لكن لا منقذ فالكل هرب خوفا وقهرا.. لم ينجحوا في مآربهم لكن تعرضت للضرب عندما أصابني أحدهم في رأسي ولجأت إلى غرفة مغلقة بإحكام، وهم يرددون (.......)، لم اعرف ما الذي أرعبهم حينما هربوا قبل أن يعود ابني واتصلنا بالأهل"..
في الجهة المقابلة، أرسلت لنا امرأة تقول أنها تعرضت للتهديد من طرف مؤجر المنزل يأمرها بالمغادرة، وإلا سيفعل بها ما لا تطيقه. وتقول أن ابنها تعرض للضرب، وعاشت ليالي من الخوف والرعب، وقد قدمت شكوى بذلك.. في حي باسة يروي لنا أحد الشباب بحسرة "يا عباد الله حتى الماعز شنقوه"، كان غاضبا من كل شيء حتى من نفسه ومتحسرا.
في الأحداث لم يسلم حتى الأطفال الذين لم يفهموا شيئا بعد، وكيف يفهمون في وقت لم يفهم الكبار؟ في هذا روى لنا أحد الأساتذة تصرف تلميذ في القسم لم يستطع الرد عليه واستيعاب أن الأمر وصل إلى هذا الحد من التحليل، يقول الأستاذ "سألني تلميذ: لماذا لم تتدخل فرق الأمن لتنقذ حريق بيتنا في حين تنقذ الآخرين ؟، لم استطع الإجابة، كان الطفل منعزلا خائفا ودموع الحزن على حرق بيتهم لم تستطع المكوث في عينيه"...
نعم هذه هي الآلام التي عاشتها النساء وسط لهيب النيران وتصاعد الدخان، وقتلت عيون البراءة ولم ترحم حتى صبايا لم يتعدوا الأشهر، مثل ما حدث مع عائلة قرين يوم أحرقوا منزلها.. هذه هي نتائج الفتنة يدفع ضريبتها حرماتنا وبناتنا وأخواتنا وأطفالنا وحتى حيواناتنا التي لا تسمع ولا تتكلم بأي لهجة.. هذا ما أرادت المناشير التحريضية الوصول إليه عندما كانت تمس بشرف فئة دون أخرى، كانت تبحث عن انتهاك الشرف كي لا تداوى الجراح، وربما قد نجحت، بدليل أن مناقشة احتمال العودة إلى الهدوء مع سكان بريان صار ضربا من الخيال، ونوعا من الجنون، وآية لا تؤمن بها عقول السكان، ولا القاموس الجديد، لأن القلوب تحمل أعاصير الألم والكرامة، مسّتها حكايات انتهاكات الشرف.. منها ما حدث فعلا، ومنها ما هو إشاعة لتبرير الخطأ في عملية رد الفعل والانتقام.. لتبقى الفضائح مستمرة في إضافة ضحية جديدة لقائمة الحصاد اليومي والليلي، وأي عائلة في بريان صارت تتوقع أن تكون دار العزاء القادمة في وقت تعلن الأفراح في بيوت مخططي الفتنة وتدق طبول النصر.
ماذا فعل الفقيد "صيفية مروان" ليكون ضحية ذنب لم يرتكبه سوى انه ابن بريان الذي شرب هدوءها وتأصل من أخلاق التعايش والاحترام وشرفها بتواضعه وتفوقه، كان متواضعا ومتخلقا ويعمل من أجل أن يعيش ابنه الرضيع في مدينة الفضيلة وينشأ على حب الآخر مهما كان،.. رصاصة طائشة كانت كافية لنفقد مروان "كله" بتواضعه ومسيرته وحياته، ويخلّف بعد ذلك جرحا لأمه وأبيه الذي رفض بكل شجاعة أن لا يتاجر باسم ابنه، كل ذلك من اجل بريان..؟!
هل تريد كل عائلة في بريان أن تكون مصدرا لأفراح من أحرقوا بريان ؟ وهل تقسيم بريان سيوقف في رأيكم هذه الجراح ؟ وهل الاستمرار في الحقد يسعد "مروان" في قبره ويرجع "لعساكر" و"داغور" ؟ الحقيقة أن الحل موجود بين العقل والقلب في غياب وتقصير المسؤولين الذين أنهكتهم معالجة النتائج وإحصاء عدد القتلى والجرحى وصناديق التضامن وتوافد أصحاب المعالي وحماية مناصبهم.. أما بريان فلها سكان أكبر من كل هؤلاء، وأمنها في أيديهم.. ودون الخوض فيما حدث فإن بريان عاشت ألف حكاية ومليون فضيحة، ولا أعتقد أن الأطفال والبنات وجميلات بريان وشيوخها وشبابها يرضون أن يرتفع العدد؟ فلنحكم لغة العقل والتسامح والدين لقتل المخطط الدنيء.
وبين تسليم ممثل الحق العام مهمة العدالة لسكان المدينة الجريحة، ودعوة مسؤول محلي لهم باللجوء إلى بوش من أجل حمايتهم من الاعتداءات، تكمن حقيقة ما حدث في بريان(!)
نقول هذا وقلوبنا تحترق على بريان وتبكي على فراق أصدقائنا(!) نواسي أهل الكرم والفضيلة من سكان المدينة الرحماء والأجلاء والطيبين، الذين أحرجونا وانتقدونا، واتهمونا بالتقصير في وصف أزمة بريان عبر مهنة صاحبة الجلالة التي استعملها البعض سلاحا لقتل بريان ألف مرة، بدل أن يحميها من بطش مافيا حقيقية متغوّلة (!) للأسف، من الصعب جدا أن ننصف، لأننا لم نرض أن تكون أقلامنا وصفحاتنا مساحة تعلن من خلالها مافيا الفتنة أفراحها وترقص على قرع طبول حرق بريان.. بالعكس كانت "الواحــة" بكل احترافية مصدر إزعاج لهؤلاء، لأنها بحثت وسط أزمة بريان عن الأسباب والمسببات المباشرة، وابتعدت قدر المستطاع عن الوقوع في فخ نقل الأحداث ووصف حجم الكارثة، رغم أن قلوبنا تعتصر ألما... أرادت أن تدخل صلب الموضوع، وساعدت بإمكانياتها البسيطة كل الأجهزة والسلطات، عندما تنبأت قبل أشهر من خلال متابعتها لكواليس المدينة بانفجار وشيك الحدوث في بريان وقبلها في عاصمة الولاية، وكشفت عن الخطة والوسائل حتى بعد الأحداث الأولى قبل تجددها في ماي، لكن لا حياة لمن تنادي.. (!) واصلت تحقيقاتها لتكشف أخطر التقنيات التي استعملتها مافيا الفتنة لتأجيج الصراع، لكن لم يأخذها أحد محمل الجد.. لتدفع بريان ثمن تعايش سكانها..
رغم أننا كنا نتابع الأحداث والخلفيات ساعة بساعة بالتحليل والتحقيق إلى ساعات متأخرة ليلا، إلا أن حكايات سكان بريان أدخلتنا في دوامة الحزن الذي يعيشه الأبرياء، وما وقع داخل الأحياء الضيقة التي لم تستطع أن تصلها قوات الأمن بترسانتها لسبب أو لآخر(!) هي حكايات أشبه بروايات الضحايا في العراق ولبنان وفلسطين، بل أكثر.. أشبه بمجازر أخلاقية يندى لها الجبين.. تصاب بالإرهاق والتعب، وبانفجار عقلي عندما تريد البحث عن الظالم والمظلوم، البادئ والمنتقم، صاحب الفعل ورد الفعل، فالكل من الجهتين يحكي أحداثا وجرائم وانتهاكات من الصعب عليك تحمّل تفاصيلها(!).. نعم هذه هي الحقيقة في عمق الأحداث.. إنتهاك للحرمات.. محاولات اغتصاب.. ضرب للنسوة.. قهر للشيوخ.. حقرة.. وهلع الصبية.. واحتجاز تحت الضرب.. حرق بأبشع الطرق.. سرقة... حيوانات تقتل.. بيوت تهدم.. أمن غائب.. غضب..استفزاز.. سب وشتم.. كل أنواع الجريمة المنصوص على معاقبتها وغير المنصوص عليها.... ببساطة، بريان عاشت أرقى أنواع الجرائم، ومن الصعب أن تقف مع فئة دون الأخرى خوفا من أن لا تكون حياديا ومنصفا
عندما نزلت إلى بريان، كان هدفي في آخر جولة أن أبحث عن الحل من أجل العودة إلى ماضي بريان... أبحث عن إيجاد مربط الحلقة الفارغة التي يحاول المجرمون تعميق فجوتها لضرب التعايش وتعزيز الفتنة.. لكن هيهات فالجرح عنيف جدا هذه المرة، والضربة كانت قاسية، دفع فاتورتها أبرياء وضريبتها حرمات ونساء.. لم استطع تحمل ما سمعت من حديث، كنت اعتقد أنه زيف أو مبالغة، لذلك طلبت من أحد الشباب الذي كان يروي لي حادثة امرأة اعتدوا عليها وحاولوا اغتصابها أن يسهل لي مهمة الحديث معها.. كان طلبا صعبا عليه، لكن كان ضروريا لأتأكد من مرارة الوصف الذي كان باديا عليه.. كنت رفقة مجموعة من الشباب يملؤهم غضب دفين وحقد جذرته بشاعة الجريمة، ولم يتحمل أحدهم القصة فرقرقت عيناه وبدا غاضبا وردد "والله كلاب.." وغادر مسرعا.. ما هي إلا دقائق حتى عاد محدثي وأعطاني دليل الجريمة لأسمع الألم من الضحية نفسها... امرأة تبكي من شدة الحياء فالموقف محرج جدا، بادرتني بالكلام وسألتني عن هدفي من سماع القصة ؟ فأخبرتها أن ذلك من أجل الحقيقة فقط.. بدأت بسرد وحشية ليلة حالكة عندما هاجمها ملثمون في وقت خرج ابنها لطلب النجدة "كانوا عشرات.. لم أجد ما أدافع به عن نفسي سوى قضيب حديدي، وكنت أستنجد بالصياح لكن لا منقذ فالكل هرب خوفا وقهرا.. لم ينجحوا في مآربهم لكن تعرضت للضرب عندما أصابني أحدهم في رأسي ولجأت إلى غرفة مغلقة بإحكام، وهم يرددون (.......)، لم اعرف ما الذي أرعبهم حينما هربوا قبل أن يعود ابني واتصلنا بالأهل"..
في الجهة المقابلة، أرسلت لنا امرأة تقول أنها تعرضت للتهديد من طرف مؤجر المنزل يأمرها بالمغادرة، وإلا سيفعل بها ما لا تطيقه. وتقول أن ابنها تعرض للضرب، وعاشت ليالي من الخوف والرعب، وقد قدمت شكوى بذلك.. في حي باسة يروي لنا أحد الشباب بحسرة "يا عباد الله حتى الماعز شنقوه"، كان غاضبا من كل شيء حتى من نفسه ومتحسرا.
في الأحداث لم يسلم حتى الأطفال الذين لم يفهموا شيئا بعد، وكيف يفهمون في وقت لم يفهم الكبار؟ في هذا روى لنا أحد الأساتذة تصرف تلميذ في القسم لم يستطع الرد عليه واستيعاب أن الأمر وصل إلى هذا الحد من التحليل، يقول الأستاذ "سألني تلميذ: لماذا لم تتدخل فرق الأمن لتنقذ حريق بيتنا في حين تنقذ الآخرين ؟، لم استطع الإجابة، كان الطفل منعزلا خائفا ودموع الحزن على حرق بيتهم لم تستطع المكوث في عينيه"...
نعم هذه هي الآلام التي عاشتها النساء وسط لهيب النيران وتصاعد الدخان، وقتلت عيون البراءة ولم ترحم حتى صبايا لم يتعدوا الأشهر، مثل ما حدث مع عائلة قرين يوم أحرقوا منزلها.. هذه هي نتائج الفتنة يدفع ضريبتها حرماتنا وبناتنا وأخواتنا وأطفالنا وحتى حيواناتنا التي لا تسمع ولا تتكلم بأي لهجة.. هذا ما أرادت المناشير التحريضية الوصول إليه عندما كانت تمس بشرف فئة دون أخرى، كانت تبحث عن انتهاك الشرف كي لا تداوى الجراح، وربما قد نجحت، بدليل أن مناقشة احتمال العودة إلى الهدوء مع سكان بريان صار ضربا من الخيال، ونوعا من الجنون، وآية لا تؤمن بها عقول السكان، ولا القاموس الجديد، لأن القلوب تحمل أعاصير الألم والكرامة، مسّتها حكايات انتهاكات الشرف.. منها ما حدث فعلا، ومنها ما هو إشاعة لتبرير الخطأ في عملية رد الفعل والانتقام.. لتبقى الفضائح مستمرة في إضافة ضحية جديدة لقائمة الحصاد اليومي والليلي، وأي عائلة في بريان صارت تتوقع أن تكون دار العزاء القادمة في وقت تعلن الأفراح في بيوت مخططي الفتنة وتدق طبول النصر.
ماذا فعل الفقيد "صيفية مروان" ليكون ضحية ذنب لم يرتكبه سوى انه ابن بريان الذي شرب هدوءها وتأصل من أخلاق التعايش والاحترام وشرفها بتواضعه وتفوقه، كان متواضعا ومتخلقا ويعمل من أجل أن يعيش ابنه الرضيع في مدينة الفضيلة وينشأ على حب الآخر مهما كان،.. رصاصة طائشة كانت كافية لنفقد مروان "كله" بتواضعه ومسيرته وحياته، ويخلّف بعد ذلك جرحا لأمه وأبيه الذي رفض بكل شجاعة أن لا يتاجر باسم ابنه، كل ذلك من اجل بريان..؟!
ما ذنب شيخ طعن حتى الموت، وما ذنب عائلة تحرق كل ممتلكاتها؟.. وما ذنب الماعز؟ وما ذنب أشجار النخيل حتى تحرق؟.. الذي يفعل كل هذا يستحيل أن يكون عاش مع أهل بريان، لأنهم لا يستحقوا كل هذه الجراح.
الذي فعل هذا أراد ضرب التعايش وضرب الهدوء من أجل قضاء مصالح لا علاقة لها بمذهبية وطائفية.. إختلق الأكاذيب وعمق الجراح وعرف كيف يجذر الكراهية بين السكان.. الذي فعل هذا أكبر من الإجرام في حد ذاته، لا تعنيه مسألة اعتزاز بمذهب، فالماعز والنخيل لا ينتمون لأي مذهب، والقرآن الذي أحرقوه كتاب كل المذاهب، وحرق دار الإمام لا يقضي على أي مذهب، وتجذير الإشاعة بحرق المسجد لا يوقف أذانا، بل كل هذا يشعل فتنة.
الذي فعل هذا أراد ضرب التعايش وضرب الهدوء من أجل قضاء مصالح لا علاقة لها بمذهبية وطائفية.. إختلق الأكاذيب وعمق الجراح وعرف كيف يجذر الكراهية بين السكان.. الذي فعل هذا أكبر من الإجرام في حد ذاته، لا تعنيه مسألة اعتزاز بمذهب، فالماعز والنخيل لا ينتمون لأي مذهب، والقرآن الذي أحرقوه كتاب كل المذاهب، وحرق دار الإمام لا يقضي على أي مذهب، وتجذير الإشاعة بحرق المسجد لا يوقف أذانا، بل كل هذا يشعل فتنة.
هل تريد كل عائلة في بريان أن تكون مصدرا لأفراح من أحرقوا بريان ؟ وهل تقسيم بريان سيوقف في رأيكم هذه الجراح ؟ وهل الاستمرار في الحقد يسعد "مروان" في قبره ويرجع "لعساكر" و"داغور" ؟ الحقيقة أن الحل موجود بين العقل والقلب في غياب وتقصير المسؤولين الذين أنهكتهم معالجة النتائج وإحصاء عدد القتلى والجرحى وصناديق التضامن وتوافد أصحاب المعالي وحماية مناصبهم.. أما بريان فلها سكان أكبر من كل هؤلاء، وأمنها في أيديهم.. ودون الخوض فيما حدث فإن بريان عاشت ألف حكاية ومليون فضيحة، ولا أعتقد أن الأطفال والبنات وجميلات بريان وشيوخها وشبابها يرضون أن يرتفع العدد؟ فلنحكم لغة العقل والتسامح والدين لقتل المخطط الدنيء.
وبين تسليم ممثل الحق العام مهمة العدالة لسكان المدينة الجريحة، ودعوة مسؤول محلي لهم باللجوء إلى بوش من أجل حمايتهم من الاعتداءات، تكمن حقيقة ما حدث في بريان(!)
خالد بشار وليد " 2009 "
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع