هذه رسالتي إلى أوباما
الثلاثاء, مارس 29, 2011 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: مقالات //فخامة الرئيس أوباما :
ما أروع أن يتحدث رئيس الولايات المتحدة الأمركية، ويؤكد، وينصح باحترام [ القيم الإنسانية ] ويوصي بالإلتزام لتعاليم الديمقراطية.. وعن وقف المساعدات الأمريكية لمبارك، ومن هنا يفرض السؤال الكبير علينا، هل ابتزاز خيرات الشعوب وتحويلها إلى ساحة دمار وحروب ومظالم ودماء بالأسلحة الأمريكية والغربية الفتاكة، من القيم الإنسانية..؟(..)
سمعنا وأنتم تأمرون برحيل مبارك، والحث على سماع ما يقوله الشارع.. (..) ثم التصنت لصوت الشباب.. وهل سمعتم أنتم ماذا يقوله الشارع في فلسطين نتيجة الفيتو الأمريكي، وفي العراق وأفغانستان ؟ وهل تسمعون ماذا يقوله آلاف الضحايا في غزة الجريحة المحاصرة ؟ فلسطين التي تعيش الدمار والحصار والظلم اليومي وأنتم تتفرجون.. ويحلوا لكم ممارسة حق الفيتو الجائر لتمديد الإستيطان الظالم على حساب العزل وانتهاك حقق الشعب الفلسطيني العبش بكرامة، فهل من حق شارع الإنتفاضة في فلسطين، أن يطالب هو كذلك برحيلكم نتيجة تحالفكم الماكر والمحير مع الكيان الصهيوني الظالم والمحتل لبلد مستدمر ..؟
لكي يرحل بن علي وجب قتل مآت الضحايا، والإفراج على آلاف المساجين أصحاب الجرائم والمتوحشين، ولا نتحدث عن الأبرياء المساجين، ونفس السيناريو تم تكراره في مصر إذ تم تصفية نفس العدد من الضحايا الأبرياء وإخراج آلاف المساجين المجرمين الذين عاثوا فسادا ورعبا وسط الأهالي، وهل هذه من القيم الإنسانية وديمقراطية الأوهام أن تقتل وتحرض المجرمين على الناس لكي تبعد طاغية من كرسي السلطة ؟ كنتم أنتم بالذات وطوال سنين من ساند هذا المستبد ودعمتم أفعاله الماكرة بنصائحكم الخادعة مثلما سبق وأن فعلتم مع صدام حسين ؟
وبين هذا وذاك فإننا نطرح السؤال الجوهري التالي :
أين هي الصحافة الصادقة القوية التي لا تعتمد على فن التحريض ومناهج إشعال الفتن لكي يموت أكبر عدد من الأبرياء وييتم الأطفال وهم في ريعان عمرهم، لتحقيق هدف إسقاط رئيس دولة مستبد وربما ملك؟ أليس هذا يعيدنا إلى زمن الانقلابات، والقرون الوسطى، ويؤكد بجلاء أن الديمقراطية التي يتشدق بها البعض هي مجرد وهم كبير أو إن شئتم قلتم هي أكبر خدعة في الزمن المعاصر ؟ مادامت لا تأتي إلى على دبابة وصواريخ يقال أنها رحيمة.
سيناريو تونس الذي تم حبكه تزامنا مع استفتاء أولى خطوات تفكيك أكبر دولة في إفريقيا، وهي السودان الذي تعيدنا نتائجه إلى انتخابات الحزب الواحد، السيناريو شبيه بما حدث في مصر، وقد يحدث في أي منطقة أخرى، وكل ما حدث هو مجرد انقلاب متفق عليه مسبقا إذ قد يعوض الجنرال رشيد عمار بن علي الهارب إلى السعودية، أو اللواء عمر سليمان قد يجلس على عرش مبارك بعد ترتيب المجلس العسكري الأعلى الأمور طبعا، على شاكلة اختفاء بلادن شريك بوش في معامل تيكساس لأسلحة الدمار والدماء، وهل هذه هي الإصلاحات والديمقراطية الزائفة ومن القيم الإنسانية ؟ أليس الفصل بين السلطات هي الضمانة الوحيدة لاستقرار وتقدم المجتمعات ورفع الظلم والحيف والإستبداد ..؟
فخامة الرئيس أوباما :
نحن نعيش مافيا حقيقة تبسط نفوذها على الإنسانية، وهذه المافيا لها علاقة واضحة بشركات التسلح والفاشية الناعمة التي تجتاح العالم، وتفرض شروطها وتمارس الإبتزاز، هي التي تدعم الأنظمة وتعبد لها مسالك الظلم والحيف والإستبداد، ثم حين تشعر بان صلاحيات المستبد تقترب من النهاية، تعطى الإشارة لسحب البساط من تحت أرجله وتحرض عليه الشارع لتغييره بأنظمة أخر قد يكون أكثر شراسة وفسادا، هذا ما نشاهده على أرض الواقع، أما ما يقال عن الثورات يروج لها عن طريق قنوات الناتو، فهي مجرد شعارات أو فقاعات لا يصدقها إلا مغفل.
فخامة الرئيس أوباما :
من القيم المهنية في مهنة الصحافة الصادقة القوية المحترفة والمحايدة الحذر من أي شكل من أشكال التحريض والتأسيس لمجتمعات العنف والدمار، ولكن نحن نشاهد اليوم بفعل الإخلال بهذا المبدأ المؤكد عليه في كل مواثيق الشرف المهني، تحريضا مشحونا ومتواصلا عبر القنوات التي تمارس مختلف أشكال الدعاية الماكرة إلا الصحافة الصادقة الجريئة بكشف ا لحقيقة فهي بعيدة عنها، لأن الغاية هي تنفيذ أجندات محددة، غاية الوساخة والخداع.. وهو توسيع أطماع الإحتلال وبسط النفوذ على ثروات النفط وعقول الخلق، مثلما يفعل السراق وناهبي الثروات والجريمة المنظمة
.
ونحن تعلمنا أن الصحافة الصادقة القوية هي التي تمارس وظيفتها بحرية وعلم وهي أولى ملامح الإحترافية، وتتصدى لمختلف أشكال الفساد والإستبداد وتسقط رؤوس كبرى وأنظمة فاسدة، بدون أن تسيل قطرة دم واحدة أو نحرض مجرم بعد إطلاق سراحه من زنزانة السجن على أبرياء الخلق والبريئات قصد حماية السراق الكبار، المتعطشون للنفط والدماء، أما ما نشاهده اليوم عبر قنوات الناتو، هي مجرد خدعة ودعاية غاية المكر والخسة، ولا فرق بينها وبين ما تمارسه الأنظمة الفاسدة مقابل إمدادها بمساعدات مالية مشروطة كل سنة تحضيرا للحظة الإختراق.
فخامة الرئيس أوباما :
القيم الإنسانية والديمقراطية، من قواعدها الفصل بين السلطات القضائية والتنفيذية والعسكرية لكل وظيفتها المحددة وكذلك لسلطة السلط الصحافة أن تمارس وظيفتها باحترافية وحرية وحياد، في كشف الفساد، عوض أساليب التمويه والتنويم والدعاية الماكرة لخطط جديدة مبتكرة ليجدد الإستبداد والفساد نفسه، ويسترجع حيويته بفاسد أو مستبد آخر أكبر تروج له نفس أدوات الدعاية الماكرة.
فخامة الرئيس أوباما :
هل من القيم الإنسانية، أن نقتل مآت أو آلاف الأبرياء ونروج للقتل لكي نفرض من نريد على رأس هذه الدولة أو تلك بما يتماشى مع مصالحنا، وصفقات التسلح ؟ ما رأيكم لو أخذت الدول قرارا بألا تعقد أي صفقة تسلح في المستقبل ؟ ووجهت الأموال التي تستنزفها لتلك الصفقات لحماية القدرة الشرائية ولتطوير برامج الصحة والتربية والبحث العلمي الحقيقي لا الزائف هو الكفيل بتحقيق ما أسميتموه القيم الإنسانية ؟
أم أنكم تريدون من الدول والشعوب العربية أن تكون فوق أنهار من الثروات وهي فقيرة بل مجرد أسواق للأستهلاك من الغذاء إلى السلاح والدمار والظلم.
وهل هذه من القيم الإنسانية ؟
أختم وأقول ونحن على لحظات من موعد إحياء المولد النبوي الشريف، وما أغلى هذه الذكرى على كل مسلم للإعتبار بمناقب سيد الرحمة والعزة والمكارم، أن الله عز وجل خاطب نبيه الكريم مؤسس أول بناء متكامل للقيم الإنسانية بجملة جد دقيقة تحمل سر جوهر الإسلام كله وهي [ وما أنزلناك إلا رحمة للعالمين ]، وأنتم سبق وأن قلتم في القاهرة وبجنب حسني مبارك في أول زيارة لكم للشرق الأوسط بعد اعتلاء السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية" أن الإسلام دين عظيم"، هل بفهم أسرار وروعة قيم هذا الدين أم لأن الإسلام وجدتموه وسيلة رائعة لاستعباد الدول التي تتمسك به، وتدمير الشعوب والترويج لمختلف أشكال العنف والدمار والتطرف بواسطة قنوات الناتو من أجل تحقيق مزيد من الصفقات الموجهة للتسلح ؟
وهل صناعة مثل هذا الإرهاب والدمار من القيم الإنسانية ؟
نختم هذا المقال بهذا الحديث للرسول (ص) [ إذا رأى الناس الظالم ولم يأخذوا على يده يوشك أن يعمهم الله بعقاب منه..].
وفي الإسلام أخطر أنواع الفساد، الظلم والكذب واستغلال الأخرين، وإن نحن لم نراجع ونبتكر أساليب رفع الظلم عن المظلوم فقد نشهد سننا ربانية غيبية عاتية لقدر الله فوق توقعات البشر المحدودة، وقد نفاجأ بتوسنامي آخر على الأبواب أخطر من الذي روع الكثير من مناطق العالم وقد يكون زلزالا أو براكين أو جفافا.. وقوانين الله قواعد ثابتة لا تتغير ولا تحابي أحد، وقد تصيب الظالم والمتفرج على المدرجات ومن أنذر فقد أعذر.
لأن الله الذي أنعمنا بميزان العقل وأغدقنا وسط النعم، أوصانا بالرحمة والصدق وعدم رد الظلم بظلم أفضع، وهي أول قواعد القيم الإنسانية سعادة الرئيس باراك حسن أوباما.
ح.د.نجار
http://www.elwaha-dz.com/ASOUAD-arab.htm
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع