هذا هو السيناريو ...و الثورة في الجزائر شرارتها الجامعة
الخميس, مارس 03, 2011 // 3 التعليقات // خالد بشار // القسم: مقالات //في رحلتي الى العاصمة بعد طول غياب بسبب هموم الحياة ولحظات اليأس من مهنة يريد الكثير أن يجعلها مطية و تسلية و وسيلة للابتزاز ، اكتشفت أن أمورا كثيرة تغيرت وأفكارا كثيرة غزت الشارع والشباب في لمح البصر ، كان لزاما ان أسأل نفسي هل غيابي ستة أشهر عن الكتابة بعد توقف الخبر الاسبوعي هي فترة كافية لتنقلب الموازين و المعطيات وندخل تأريخا جديدا ؟ الحقيقة أن الوضع تغير كثيرا بعد الذي حدث في تونس ومصر ويحدث اليوم في ليبيا ،والمؤكد ان هذا العالم الافتراضي جعل من لغة التواصل أكثر فعالية و الشعوب أكثر قربا و تبادلا للأفكار الجميلة والسامة ايضا لأن العالم الافتراضي يحرمنا من معرفة أصول هؤلاء الأشخاص واعتقاداتهم و نوعية شخصياتهم وانتماءاتهم وأهدافهم .
السؤال المطروح اليوم بشدة و بعلمية هل يمكن أن يفعل الفايس بوك والتدوين ما لم تستطع أن تفعله كل وسائل التعبئة عبر الزمن الغابر ؟وهل يمكن أن تتغير شخصية الشاب العربي والشارع في لحظة لقاء فايسبوكي ليخرج وينتفض ؟ هنا أتوقف لأن السؤال قد يزعج الكثير من المتحمسين لكن أقول بكل روية ارجعوا الى الوراء تابعوا ما حدث في العراق و كيف تدخلت أمريكا و كيف اقنعت العالم أن العراق بلد مظلوم و صدام رجل ديكتاتور و ماذا وعدت وكيف وفت ؟ أقول لهم حللوا رسائلهم المشفرة وأرائهم المتقلبة وسياستهم المصلحية ، أقول لهم دون أن تنفعلوا حاولوا قراء الأمور بروية و بعلمية وقبل كل هذا صنفوا أمريكا ،هل هي بلد حرية أم عقيدة طغيان من أجل المصالح في ثوب نفاق وكلمات طرب عن حقوق الانسان.
أترككم في رحلة البحث والتنقيب والتحليل مع هذا السؤال لتكتشفوا أن المؤامرة عنوانها انتفاضة الشعوب ،وسيلتها الفايس بوك، و مهمتهم توجيه الأمور من الكواليس و ادارتها بقنوات أنشئت خصيصا لأداء هذه المهمة ،مع أنني اتفق مع الجميع بأن المعطيات هي شرارة لثورة يجب أن تكون ومقتنع تماما أن هذه المعطيات التي نعيشها في واقعنا من فهر وفساد هي الأخرى كانت من صنعهم و دعمهم عن طريق تشجيع وحماية الفساد في النظام العربي او الضغط والابتزاز على الانظمة من أجل خلق مجتمع فاسد بالفقر ، والرشوة والتعذيب ...و هذه هي سياستهم في الزمن الماضي من أجل السيطرة على ثروات الشعوب أي دعم الفاسدين و تدريب أشخاص وتوجيههم على نخر أسس المجتمع التربوية والثقافية ..الخ ..بالمختصر هم من يخططون ونحن فئران التجارب والأنظمة هي جنود المؤامرة تتحكموا فيهم جهات كما تحلوا لها و تتغير نظرا لبوصلة مصالحها ، وبمعنى آخر الانظمة اليوم دفعت ضريبة الانصات وبيع ضمائرها و مصالح شعوبها ، والشعوب اليوم تؤدي دورا آخر لأن مصالح الجهات الأخرى تريد أن تلعب لعبة أخرى بلاعب آخر .
في رحلة العاصمة المليئة بالصداقات الجديدة كانت لي فرصة أن التقي بأصدقائي في العالم الافتراضي فوجدت أن الافكار متقاربة كثيرة لكنها تحتاج الى تواصل و تحليل ووجدت ان الكل يؤمن بفضل الفايس بوك في تحريك الثورة لكن لم أجد من يقول أن صناعة الرأي العام تسيرها غرف اعلامية امريكية صهيونية تريد ان تستثمر و توجه الأحداث إن لم أقل هي من مهدت لها وأعطت لها الشرارة ، لأن من يقل هذا الكلام قد يكون ساذجا وسط لغة الحماس التي تميز الشباب بفعل التنويم المغناطيسي وتأثير الصورة التي تصنعها هذه الغرف و تنقحها ، وهذا شيء معروف عند علماء الاجتماع و علم النفس ولا ألوم شبابا قهرته لسلطة لأنهم في رحلة البحث عن الذات المقهورة من قرارات النظام في الجامعة والمنظومة التربوية و الاقتصاد و السكر والزيت و قروض الكرم السلطوي التي شحت سنين وفتحت بفضل ثورات تونس ومصر .
نعم هذه هي السياسة الغبية و التنويم و لغة المصالح التي جعلت من مجتمعنا مساحة تجارب لأمريكا واسرائيل و جعلت من ولاة أمورنا وحكومتنا جنودا في سياسة قهرنا و قتلنا وكرهنا ويأسنا وها نحن ندفع الثمن في كلتا الحالتين ، ففي الحالة الاولى عشنا القهر واليوم نعيش بين ثنائية "نريد التغيير " و " خوفنا من فقدان أمن الوطن " لذلك لم تقم الثورة في الجزائر بسبب عدم قدرتنا على اعادة تجرية التسعينات وخوف الشباب من أن تضيع سنوات أخرى قد تصنعها ميليشيات الموت لو انتفضوا ، ..وهذا هو الخطر الكبير لأن تونس لم تكن ثورة انها انقلاب ابيض و مصر انتفاضة من أجل سيل الدماء والثورات الأخرى هي مجرد نماذج لتأكيد عنوان ثورة الشعوب ، أما ليبيا فهي مخطط للقاعدة الامريكية من أجل الدخول الى منطقة المغرب العربي بعد نهاية المهمة الامريكية في الخليج لأن أمريكا لا يمكنها أن تستغني عن البترول ...وهذا هو السيناريو منذ البداية و هكذا هو الخطط في الغرف الاعلامية التي تدار من جهات تعرف ماذا تريد؟ وسيناريو الشرق الاوسط يحاك في شمال افريقيا.
..تذكروا كيف دخلو الى العراق ؟ وما حدث حينها في لبنان وسوريا و قصة الكويت ، اربطوا الاحداث وأقرأو الرسائل ...تونس البداية من أجل خلط الاوراق وتابعوا تصريح الديبلوماسية الامريكية وبعدها مصر وكيف تغيرت اراء أوباما وبعدما ليبيا و هي اصلا الهدف الرئيسي للتواجد العسكري ....انه السيناريو و انها الكارثة أما الجزائر فهي في حالة الانتظار لأن الشباب الجزائري أخلط الاوراق و النظام استفاق في اللحظات الأخيرة بعدما وفروا له كل وسائل الثورة ، ولم ينتفض الا بعد النهاية من سيناريو ليبيا ،،وحسب ما يحدث اليوم فالخوف كل الخوف أن تكون الشرارة من الجامعة لأن فيها وزيرا غبيا ، و حكومة لا تفقه سوى القهر من أجل ضرب التربية و الجامعة ...أخيرا يجب أن تستقيل الحكومة ...لأن هذا هو ضرب السيناريو و الخوف كل الخوف من الجامعة لتي سنعود لحكايتها و لخراب صنعته قرارات وزير مدمر .
خالد بشار وليد "صحفي ومدون"
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
3 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
الاخضر بن هدوقه
3 مارس 2011 في 11:42 ص
لقد وضعتم اصبعكم على الجرح ..بالفعل ياخالد ان كل مايحدث من هزات في العالم العربي هو من صنع المخابرات الصهيونية والغربية انها طبخة جهنمية احيكت بطرق شيطانية مع الاسف ان الشعوب العربية مازالت تتسم بالغباء خاصة مايحدث الان في ليبيا الشقيقة ..اتمنى الا تتورط الجزائر في مثل هذه الاحداث خاصة وان العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر اعطت كثيرا من العبر والدروس للشباب الجزائري
راضية (قلب العقرب)
3 مارس 2011 في 5:19 م
بالفعل ماذكرته يا خالد الحقيقة المرة التي نحن بصدد مواجهتها الآن ولا نعلم كيف ستنتهي، وإنني بالفعل أعتبرها حلما، أحيانا أتمنى لو يستمر، لسقوط الطاغية وتذوق الشعب وتفقهه لمنعى الحرية، إلا أني أحيانا أخرى أتمنى لو أستفيق منه اليوم قبل الغد، حتى لا أعيش معاناة أخرى، تتكرر مع كل فجر، ومع كل قطرة دم تسيل. لأنها حرية غير صافية تشوبها الشبهات ولا ندري قد يخسر الشعب أكثر مما يستفيد لاسيما في حالة ليبيا. والوضع يختلف كثيرا في الجزائر، لأن الظروف تختلف، والمعطيات تختلف والمتغيرات تختلف كذلك، ونأمل أن يمر كل شيء على خير وأن لا يقع الشعب ضحية ركوب موضة التحرر التي نشهدها هذه الأيام.
حنين
3 مارس 2011 في 7:06 م
مرحبا ..يجب علينا كجزائريين ان نثق في شعبنا..نعم لقد اخطا خطا جماعيا مرة اذ صدق ادعاء الجبهة الاسلامية للانقاذ اننها تريد بناء مجتمع بقيم الاسلام السمحة ولكنهم حينما كشفو القناع عن وجههم القبيح حاربهم وتصدى لهم واحبط مخططاتهم
واليوم اامن شخصيا بالوعي الجمعي لهذا الشعب...وانا مقتنعة تماما انه لن بقلد او يستورد شيئا لا يناسبه واتمنى من كل قلبي ان نجد الحل الوسط الذي يحمينا من شلالات الدماء وينقضنا من الاغبياء الذين يريدون تحطينا
وفي النهاية ورغم تاخر بوتفليقة .. في الوصول الى الحل الفعلي فهو يحاول الان وانا اثق بحنكنته واتمنى ان يفهم باسرع وقت ان العلة تكمن في جماعات الحمقى واللصوص الذين يسمونهم وزراء