عن الكتابة والتدوين و "الخرطي"
الاثنين, مارس 14, 2011 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: بعد المداولة //لماذا نكتب و هل كتاباتنا و طموحاتنا و أمالنا و حقائقنا تصل آذان من نريد أن تصل إليهم ؟، هل نحن نمارس بعض "الخرطي " كما قال لي أحد الأصدقاء المتذمر من الواقع المعيش في هذه البلاد التي لم يفهم من يحكموا فيها أن الشعب وصل حد القنطة حتى من نفسه و أقول الشعب لأحدد فئة تريد أن تعيش حلالا لا نهبا و قروضا دون رجعة ، ...قد يكون رأي هذا الصديق له جوانب كثيرة من الصحة لأن ما نفعله من كتابة و تدوين مجرد خربشات في مساحات يقرأها البعض و يقرأها من يراقب كتاباتنا و يرميها سلة المهملات أو يغلق الصفحة ليقول "اكتبوا أو أندبوا هذه هي الجزائر " .
نعم هكذا هو واقع الكتابة و رد فعل من يقرأ كتاباتنا من مسؤولين و نظام وحكومة ، أكتب ما تشاء فلن تستقيل " حكومة" أو "وزير" مهما مات الآلاف بسبب رداءة في تسيير أو مجازر قانونية أو اختلاسات لمال الغير ، لن يستقيل وزير لأنه أصلا مكلف بمهمة لا تقابلها محاسبة أو مراقبة ، هو وزير رغما عن بوتفليقة و رغما عن الشعب بدليل أن الرئيس كثيرا ما خرج في خطاباته و توعد بمحاسبتهم لنتفاجأ بترقيتهم و تحويل أماكن كراسيهم لكراسي أخرى و مكاتب أخرى بنفس درجة المقامة.. "إنه وزير " ولن يبرح مكانه ، فبن بوزيد أبكى الأستاذ والتلميذ و نحر التربية و لا يزال وزيرا ، وولد عباس وزع الأموال و ووعد الملايين و استفز الأمة بقوله أن لا فقير في الجزائر و لا يزال وزيرا ، وحراوبية أهلك الجامعة وادخلها الى المجهول ولا يزال وزيرا .
الأمر لم يقف عند الوزير والرئيس و المسؤول ليتعدى الى أسفل السافلين فمنصب رئيس البلدية كذلك في هذه البلاد الغريبة العجيبة صار منصبا محميا و محصنا فلا محاسب ولا رقيب ، و منصب والي صار يقابله في الحضارات القديمة منصب إمبراطور وإقطاعي يفعل ما يشاء في دولة لا قانون يحكمها سوى شعارات بمكافحة الفساد وهي تحميه و تسكت عن فساد أبسط مسؤول في ابسط إدارة ، لأنها تعمل على حماية الفساد و تشجيع الفساد بقراراتها و قوانينها .
أقول هذا واتحدى اي شخص يرفع شعار مكافحة الفساد ان يقدم لنا قضية فساد تمت فيها محاكمة رئيس بلدية أو وال أو مدير تنفيذي رغم خراب البيت و خراب كل القطاعات بأم العين دون تحقيق في الاوراق ، فأم العين ترينا أن لا مشروع تم انجازه وفق المعايير أو تم منحه دون رشوة ، و الواقع الذي نراه بأم العين هي من جعلت الصديق يصف وصفنا للواقع وكشفنا للفساد بالخرطي لأنه لم يصل الى أي نتيجة تذكر و لا تغيير في الأفق سوى المزيد من الرداءة أو التخويف باللاأمن حين تقوم الثورة .
الصديق و الكثير يدفعون في الجزائر ضريبة حبهم لأمان الجزائر و نتيجة هذه الضريبة كرهوا أن يقرأو ما نكتب لأنه صار لا يغير ولا يصف الجراح الحقيقية ، لكننا نكتب لأنه واجب منا أن نكتب ، لنصف واقعهم و لنصنع مساحة أمل يريد الكثير أن يشكك فيها ، نحن نكتب ليس لنغير بل لنحفظ ذلك الخيط من الأمل الذي عنوانه أن هناك من يريد ان يغير مهما اختلفنا في ارائنا حول فكرة التغيير ، سواء برحيل رئيس عجز عن التغيير و كذب بما فيه الكفاية أو بتغيير حكومة كرهنا وجوهها العبوسة و افكارها التدميرية و كل ما يهمها تعبئة رصيد حاشيتها ، ..المهم أننا نشترك انا نريد التغيير رغم أن صوتنا لا يسمع ولا ثورة قامت بسبب الخوف الذي يتمكلنا من فقدان أمن واستقرار، لكن العنوان البارز أن بوتفليقة فشل في مسعاه و الحكومة مكلفة بمهمة تدمير أمال وطموحات الشعب ،وما يفعل اليوم بوتفليقة هو مجرد اسكات الكلب الجائع الذي جوعته الحكومة لأن الصالحين في هذا الشعب لا يمكنهم أن يقترضوا أو ينهبو لأنهم يريدون الطمأنينة و الإصلاح الهادف.
هل هي كتابة وتدوين أم خرطي ؟ هو سؤال صعب لكن قناعتنا أننا نعمل على التواصل ونبادر له بامكانياتنا وأمالنا رغم أن الكثير يراه خرطي بسبب ما سبق ذكره لأننا لو كنا في دولة حقيقية لخاف اي مسؤول أن تكشف صحيفة أو مدونة قضية فساد وحقرة وظلم لكن حين نكون في دولة تعيش بالبريكولاج فلا يخاف أحد من مقال في جريدة أو فضيحة في مدونة ، و هذا ما أوصلنا إليه بوتفليقة ، ...كل شيء خرطي حتى الكتابة والصحافة و التدوين ...أفهمت يا صديقي الذين قالوا عن التدوين خرطي هم أناس استفادوا من الخرطي السابق أو لم يستطيعوا مقاومتهم ؟أما نحن ندرك أننا نخسر أشياء كثيرة لكن لا نزال نربح انفسنا .
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع