اي رسالة في مقتل بن لادن ؟
الاثنين, مايو 02, 2011 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: مقالات //لا أؤمن بالصدفة حين يتعلق الأمر بالسياسة الأمريكية في العالم العربي ، ولا مجال للقراءة العادية لان الغرب واسرائيل يعرفون ماذا يريدون ومتى يتحركون ومتى يوهمون الآخر بالضعف والقوة ، هذه ليست نظرية المؤامرة التي يتحدث عنها البعض على أنها نظرية الأنظمة حين تحس بالخطر على كراسيها وعروشها، لكنه واقع و تاريخ يجب أن نقراه ونفهمه ، و حين قلت سابقا ان ما يحدث ليست ثورة شعوب ليس استصغارا لشعوبنا لكن لأن تعامل أمريكا والأمم الاخرى كان أكثر غرابة فهي لا تساعد لحبنا أو لحب حقوق الانسان كما تدعي ، ولم تقصف القذافي حبا في الشعب بل انتقاما وتخطيط سابق من طرفها ، لأن حكاية العراق وما يحدث كفيلة لتعطينا الدروس
قلت سابقا أن ثورة الشعوب هي السياسة الجديدة للاستعمار واعتبر البعض أن هذا تخاذلا مني و يأسا لكنها الحقيقة ، و الدليل ليس وثيقة لكن قرائن و دروس و مراقبة دقيقة لتطور الأمور و بديهيات في السياسة الدولية و في مواقع بعض الدول و مهام بعض وسائل الإعلام ، فحين تنقلب الجزيرة و تنقلب المصطلحات التي ألفناها فهذا ليس صدفة أيها العباقرة ، فقبل أشهر كانت اللحية و رفع السلاح مصطلحا وصورة للإرهاب التي كانت تروجه الجزيرة عن طريق رسم صورة بطولية لبن لادن ، ليس حبا في الإسلام لكن لترويج مدة خطورته تنفيذا و تسهيلا لرسالة أمريكا بأنها منقذة العالم من شخص صنعته وسيناريو تنفذه عنوانه استيطان باسم مكافحة الإرهاب ، وهي التي تختار التوقيت متى يظهر بن لادن و متى يختفي تبعا لرزنامتها و تماشيا مع الظرف الذي يخدم ظهوره أو اختفائه .
الإدارة الأمريكية ومخابراتها تعر ف جيدا نقطة ضعف العالم العربي و تعرف مصطلحاته وأوتارها ، وحين اكتشفت أمريكا أن مسلسلها قارب على النهاية و استفادت من العراق وأفغانستان بلعبة القاعدة رغم ما خسرته ،و استفزت أنظمته بلعبة القاعدة ومن أجل نخر الشعوب وقتلها.. بدأت في مسلسلها الجديد هو استعمار بلغة يتقبلها الشعب.
مصطلحات تغيرت ؟
قبل أشهر كانت اللحية و الكلاش رمزا للارهاب و اليوم تحولت الى رمز للثوار ، قبل اليوم كانت الجزيرة و أخواتها ومشتقاتها ، تريد أن تصنع صورة للتأثير على أن الشعوب العربية عدوها الإرهاب و اللحية خدمة لأمريكا ومصالحها فكيف انقلبت الأمور ، قبل اليوم كانت امريكا تقتل الشعب العراقي و تسكت عن مجازر غزة باسم مكافحة الإرهاب و تضغط على عملائها في الأنظمة باسم الإرهاب ، من أجل الضغط و الابتزاز ، واليوم حين علمت أمريكا أنها خاسرة بلغة المال حولت سياستها ، الى الاستعمار بلغة الشعوب في مفارقة لا يمكن أن تمر لعاقل فكانت البداية بموقع ويكيليكس الذي كشف من الامور الدبلوماسية ما مهد لاقتناع الشعوب ان أنظمتها فاسدة ، رغم انها مقتنعة منذ زمان أنها خائنة وامريكا تعرف ان الشعوب ساخطة على انظمتها منذ زمان و قامعة لشعوبها منذ زمان ، فلماذا اليوم تتحرك امريكا وترفع شعار الرأفة ؟
بن لادن مات بداية سياسة جديدة ورسالة مباشرة ؟
أعلن أوباما ليلة الأحد في كلمة متلفزة " أن أسامة بن لا دن قد قتل وأن جثته موجودة الآن بحوزة السلطات الأمريكية" ، هذا هو الاعلان المباشر بعدما كان اعلانا مشفرا ، فأمريكا منذ عهد قديم تعرف متى تخرج رسائلها ، و مواقفها التي تتبعناها في معظم ما يقال عنها ثورة الشعوب كان مخططا لها ، من تونس وصولا الى ليبيا ، واعلانها عن قتل بن لادن هو رسالة أنها سحبت البساط عن علي صالح رئيس اليمن وترددها في ثورة مصر كان من أجل ترتيب ما بعد مبارك و في ليبيا القرار كان مباشرا بفرض حظر جوي لأن ليبيا هي الاكثر ثروة نفطيا ولا داعي للتردد
و عن بن لادن فقد نقلت تقارير أن الادارة الامركية لم تعلم السلطات الباكستانية عن تفاصيل العملية بسبب حساسية التطورات. (تم اعلام باكستان فقط بعد استكمال العملية و التأكد من قتل بن لادن) . وأضافت أن عدد محدود جدا من المسؤولين الامركيين كانوا على علم بالعملية التي نفذت اليوم. و في تقرير العملية كشفت ذات التقارير الإعلامية أن الاستخبارات الأمركية سعت للعثور على رجلين مقربين من بن لادن منذ عدة أعوام (عبر معلومات استخبارتية تم جمعها من عدة مصادر من بينها معتقلين في غوانتانامو).منذ أربعة أعوام تعرفت الاستخبارات الامريكية على هوية الرجلين (لم يتم الكشف علنا عن هويتهما لكنهما قتلا اليوم الى جانب بن لادن).
و أضافت في اغسطس 2010 عثرت الاستخبارات الامركية على المجمع السكني الذي يأوي الرجلين و حينها زادت الشكوك من أنهما قد يأويان شخصية مهمة في تنظيم القاعدة.تم تقدير قيمة المجمع بنحو مليون دولار و لم يكن يحتوي على خدمة انترنت أو هاتف.
و قال الرئيس الامريكي أنه أمر بتنفيذ مهمة عسكرية ضد مجمع سكني في بلدة ابوت آباد خارج اسلام آباد اسفرت عن مقتل بن لادن، وان العملية نفذت من قبل عناصر من القوات الخاصة الامريكية.واكد الرئيس اوباما انه احيط علما في اغسطس آب الماضي بمكان وجود بن لادن في باكستان.وقال إن العملية، التي تم فيها تبادل لاطلاق النار، لم تسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين.واكد ان "العدل قد تحقق هذه الليلة" بمقتل زعيم تنظيم القاعدة.
قصة غريبة حقا لكنها أمريكا وليس غريبا أن يهضمها العالم العربي،و المؤكد أن الرسالة الأن واضحة عنوانها الوحيد أن سياسة الاستيطان باسم مكافحة الارهاب انتهى وبدأت سياسة جديدة للاستعمار.
حتى لانترك الصورة دون أن تمر فإن الصورة التي بثتها الجزيرة سرعان ما تم ايقاف بثها و هي القناة التي أعلنت وانفردت بإذاعة قتل بن لادن فهل في الصورة حكاية؟
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع