والي برتبة لا نعرفها ...و مواطن برتبة ابن كلب
الجمعة, يناير 25, 2013 // 1 التعليقات // خالد بشار // القسم: بعد المداولة //أصبت بحالة هيتسيرية و أنا أسمع تصريح والي الولاية الجلفة أبوبكر بوستة أمام رؤساء البلديات و هو يقول " إنكم تمثلون سلطة الوالي في بلدياتكم ...؟ " في محاولة لتشجيهم على اتخاذ قرارات مصيرية (؟) وحاسمة (؟) دون الرجوع إلى المسؤول الأول (؟)،وكأن رؤساء البلديات تنقصهم السلطات لتنفيذ قرارات من اجل المواطن المسكين وحماية حقوقه التي نتساءل من يسرقها و من يعطلها (؟).... تذكرت و أنا أسمع التصريح الرائع و الاكتشاف العظيم لسيادته (؟)خطابا مشابها لرئيس الجمهورية و هو يمنح سلطته بمناسبة لقائه مع الولاة قبل ثلاث سنوات قائلا " إنكم تمثلون سلطة رئيس الجمهورية في ولاياتكم " (؟)..... هي موجة التصريحات التي تصيبني مثل أي مواطن مهتم بما يقول ساستنا ومسؤولينا بموجة الغضب و هيستيريا الضحك ، خاصة ، حين تتذكر تصريحاتهم وتسجلها و تحاول أن تطبقها في أرض الواقع القاتل في كل شيء ، لتكتشف انك مهموك حين تصدقها و كاذب حين تنشرها و بأنك تمارس الدعاية حين تنقلها للمواطن المسكين ....
خطاب الوالي الذي ابهرني حقيقة - و في
كل مرة تبهرني تدخلاته التي لا تتعدى قوتها تلك الدقائق التي يتلو فيها بعض
الكلمات و التحذيرات- ...كان مجرد "سبب آخر" من أسباب المرض و الوباء
الذي يصيبني كمواطن بسيط جراء الاستماع و حضور جلسات رسمية تفرضها عليا مهنتي ...
أو " محنتي " الصحفية ... لان نفس التصريح و التحذير أطلقه الوالي في
آخر دورة للمجلس الولائي يحذر فيها رؤساء بلديات تقاعسوا في صرف أموال كبيرة
" محذرا " هؤلاء – طبعا الذين خرجوا دون ان يحاسبهم – من مغبة هذا
التلاعب بأموال الدولة وتعطيل مصالح المواطن ...ليخرج بعد أكثر من ستة أشهر بنفس
التصريح و الأرقام .....و ببساطة لا تماثلها بساطة يكشف لنا أن 700 مليار لم تصرف و
أن كل العمليات متوقفة حتى يتم تطهير المدونة (؟) ..لكن ماذا فعل الوالي في الستة
أشهر ؟ وهل فتح تحقيقا في القضية ؟ وهل اتهم رؤساء البلديات بسوء التسيير ؟ كل هذا
لم يحدث ،وان كان حدث فليس من حق الصحافة ولا المواطن معرفة تفاصيل التحقيق ليطمئن
لوجود سلطة تحمي حقوقه ومصالحه .... لم يحدث و لم يتم التصريح تطبيقا لقانون
الفساد الذي يعطي حق الجمهور في معرفة تفاصيل كل التحقيقات و ملفات الفساد و
تطبيقا لحق المواطن الدستوري في الإعلام ... لان الإعلام في نظر هؤلاء وفي نظر
الوالي و في نظر المدراء التنفيذيين مجرد وسبلة دعاية لنشاطاتهم و أرقامهم الكبيرة
و الايجابية .... لان الإعلام حسب رؤساء البلديات برتبة الولاة و في نظر الولاة
برتبة "رئيس الجمهورية" مجرد وسيلة لنقل تصريحاتهم التي تغازل المواطن و
ترفع من معنوياته دون أن تحفظ حقوقه ......(؟) و لان الإعلام نفسه سيجد كل الأبواب
مغلقة وموصدة في وجهه لو حاول التحري و البحث عن أرقام حقيقية او كارثة أو جريمة
ترتكب في حق المواطن .... و سيكون حينها ذلك الإعلام الذي هرولوا له لنقل أرقامهم
" إعلاما " يخلق المشاكل و كاذب و متهم بكل عيوب الجزائر مثلما فعل مدير
الصحة بولاية الجلفة و الصق كل جرائم الصحة في الصحفيين دون أن يحاسبه والي عن
عشرات القضايا التي تحدث في القطاع و كتبت عنها وسائل الإعلام .
ما يقوله الوالي مجرد "حكاية خطابات " و علامة تسويقية تعود عليها المسؤولين لتسويق سياسة سئمها المواطن دون التشكيك في النوايا ،..... احد المدافعين و المنبهرين و هو اطار بالولاية اعتبر أن السيد "بوستة" بريئا و أن الداء أكبر منه ،محملا المسؤولية للمدراء التنفيذيين ، لكن السؤال الذي يبقى مفتوحا على كافة الاحتمالات ، لماذا لا يتحرك وهو يملك سلطة رئيس الجمهورية (؟) و سلطة تؤهله ليفتح أبوابه للصحافة حين تريد التحقيق في قضية فساد و فتل أرواح بشرية نتيجة القنطة و سوء التسيير و قضية الحقوق المهضومة ، ونتيجة التلاعب الذي يمارسه المدراء التنفيذيون ؟ ....لماذا لا يتحرك الوالي و هو يمنح سلطة لرؤساء البلديات بعد أن اتهمهم في أكثر من مناسبة بمسؤولية التقصير في تنفيذ المشاريع و عدم الاستماع إلى انشغالات المواطن ؟ لماذا لا يتحرك والي الولاية و هو يقرا يوميا عن مئات القضايا والانشغالات على صفحات الجرائد من اجل ان يعرف الحقيقة المرة التي تؤكد أن المواطن المغلوب على أمره هو "ضحية " تلاعبات ؟
لن اذهب بعيدا عن قضية شيبان لأقول أمرا مهما ..و هو مجرد "مثال بسيط "عن الإهمال وسوء التسيير ...مثال عن فنيات ادارة ظهر "المسؤول الأول" عن هموم المواطن ....فقبل سنوات ليست ببعيدة كانت آهات مرضى السرطان و معاناتهم و لا أذكر أن هناك صحافة نقلت همومهم مثلما نقلت صحافة الجلفة عن همومهم و معاناتهم ، بكائهم ، موتهم ،و عذابهم ، ..في تحقيقات لو شارك بها الصحفيون في جوائز عربية وعالمية لاحتلت المراتب الاولى ... في الخبر الاسبوعي نقلنا هموم النساء اللواتي عجزن عن مداواة انفسهن نتيجة الفقر ، كتبت عن فاطمة التي ماتت في بيتها وحيدة نتيجة السرطان بعدما توقفت عن العلاج لأسباب مادية ..كتبت عن "عوالي " التي توقف زوجها عن العمل من أجل نقلها أسبوعيا و المكوث معها في مستشفى البليدة وبعد سنوات ماتت الزوجة وفقد الزوج عمله ..... كتب الزميل الصادق لمين في جريدة البلاد عن سفريات العذاب من الجلفة الى البليدة وتحمل المشقة مع مرضى السرطان في تحقيق ستبكي ألاف المرات نتيجة العذاب الذي نقله الزميل و مأساة نسوة وشيوخ ...... رغم كل هذا فلا مدير الصحة توقف و لا خالد شيبان العظيم تساءل عن الحل او بحث عنهن .....بل اتهم الصحافة بكل عيوب تسيير القطاع وظهر كالمسكين المغلوب على أمره ...في وقت تتزايد ارقام الضحايا و ترتفع حالات الموت دون ان يعرف أحدا السبب و دون ان يجدوا الاهتمام و دون ان تكلف نفسها مديرية الصحة ولا الوزارة اجراء ابحاث حول سبب ارتفاع الداء في الجلفة (؟) لأن الملف فيه الكثير ما يقال عكس ما يروج له من تبسيط و قصة القضاء و القدر كلما مات ضحية و اصيب آخر (؟) .....
في نفس القطاع الذي وجد مديره الحماية ولا يزال يجد الحصانة كتبت جريدة البلاد عن ألام النسوة في مصلحة الولادة و قصة الزوجة التي فقدت رحمها و مأساة زوجها في استطلاع لم استطع أن أكمله شخصيا بسبب العبارات الأليمة التي تعبر عن جزء بسيط من معاناة الزوج فما بالك بمأساة عشرات المواطنين ؟ .... اتساءل وانا اكتب هذا المقال أين سلطة الوالي برتبة رئيس الجمهورية ؟ .أتساءل بعيدا عن الصحافة هل ما نتحدث عن حقوق المواطن (؟) ....للأسف هي حقوق إنسانيتنا قبل أن اتصل إلى المواطنة ...هاته الحقوق المفقودة سيدي الوالي التي لا تعيرون لها اهتماما و تغلقون أبواب الصحافة حين تريد البحث عن أسبابها ...و حين تكتبها لا نعرف مصيرها و لا اليات حلها لانها ببساطة " أسرار امن دولة " اما في الدول التي تحترم نفسها " هي حق دستوري مشروع ؟
2-
في ذات السياق و في ذات المحور وفي نفس المأساة التي جعلتني أنفجر" قنطة "و أحاول التخفيف بالكتابة لعلها تواسي الجراح و توقف هسيتيرية الضحك .....هي الصدفة ....صدفة عودتي الى الكتابة و " ومحنتي الصحفية " لأقع في أول "أسبوع العودة بعد التوقف " على قضية أخرى أعادت السيناريو القديم " المؤسف " الذي لطالما اتهم به بعض المواطنين " الصحافة " دون أن يعلموا ان الحقيقة مرة .....كان مجرد خبر عن مأساة أردت التحقيق فيها ...قضية تتعلق هي الأخرى بسوء التسيير و بحقوق المواطنة .... تتعلق بقتل المواطن و بإرهاب الإدارة الأكثر بكثير من ارهاب عين امناس و إرهاب العشرية ......كانت مجرد شكوى سأكشف تفاصيل قضيتها لاحقا .....لاكتشف أن الخطاب الرسمي في الحقيقة هو جريمة في حق إنسانيتنا .... قضية تبرأ منها مدير الصحة لانه أصلا لا تهمه صحة المواطن.... ومدير البيئة لانه أصلا لا تهمه صحة المواطن و تهربت منها معظم الهئيات االتي من المفروض أن تكون المسؤولة الاولى عن القضية ...لكن للأسف لم يستطع المواطن المسكين ان يهرب منها أو يحمي نفسه منها نتيجة الخوف و نتيجة الجهل أحيانا ....... قضية تقتل مئات البشر وحتى لا أذهب بعيدا تتسبب بمرض مئات البشر بالسرطان لكن لا احد يهتم ولا احد يسمع حتى هذا الوالي " رئيس الجمهورية " و رئيس البلدية " الوالي " ....
حين بدأت التحقيق في القضية أُصبت بالدهشة نتيجة التقرير الذي وقع صدفة بحوزتي ... وأُصبت بالدهشة نتيجة معرفة تفاصيل التقارير العاليمة حول قضايا مشابهة و أدركت حينها أننا لسنا بشرا في نظر مسؤولينا وان من يسيرنا عديمو الإنسانية و المسؤولية و الضمير و هم يتركوننا نموت نتيجة اهمالهم ..... حين زرت احد المدراء التنفيذيين في مكتبه كان الاستقبال رائعا لأنه اعتقد أني قادم من اجل أخذ أخر النشاطات لكنه تحول الى شخص آخر حين بدأت بأول سؤال .....تحولت ملامح وجهه و نهض مسرعا الى الهاتف في محاولة التهرب ...مستغربا منبهرا (؟) ... ان لم أقل ان خائفا مرعوبا (؟)...... لم أكمل سؤالي حتى أجاب" لا نتحمل المسؤولية " رغم إنني اعلم ومدرك انه ليس المسؤول الأول ... لينهي اللقاء في اللحظة ويعطي موعدا آخرا ..للأسف لم يفي به و أوصى بعدم الكشف عن مكانه ...
تهرب المسؤول كشف لي أن القضية أكبر مما تتصورت، لكن للأسف الكبير... كشف ايضا اننا في نظر هؤلاء مجرد "أبناء كلاب " و لا يهم إن متنا او اصابنا السرطان او التهاب الكبد و الكلى....لاننا حقا مصابون بالتهاب العقل نتيجة تسييرهم واهمالهم ....تصرف مثل هذا ليس الاول و لا الاخير لكنه" الاصل" حين لا يدرك هؤلاء أن عملنا ليس مجرد دعاية لارقامهم بقدر ما هو خدمة المواطن وحقه في المعلومة ... ولا يدرك الكثير من المسؤولين في جمهورية" بوستة "انه لو كان القانون قانونا و الدولة دولة لتمت معاقبتهم باخفاء معلومة تصر بصحة و امن المواطن .... لكن للأسف بوستة يريد دعاية لخطاباته وتحذيراته المفقودة في الواقع و ينسى انه برتبة رئيس الجمهورية و له كافة الصلاحيات من أجل حماية المواطن من كوارث صحية نتيجة اهمال..... فهل يا بوستة هناك اوامر بان الارقام الحقيقية و الملفات الحقيقية هي سر من اسرار امن الدولة ام اننا في جمهوريته لسنا مواطنون بل ابناء كلب ... نتمنى العافية من رؤساء البلديات الذين تحولوا بقدرة قادر الى ولاة ............في انتظار أن نعرف رتبة المدراء التنفيذيين التي قد تكون برتبة وزراء و لا احد يسألهم او ينتقدهم ...لأن الوالي لم يثبت بعد السلطة التي منحها له الرئيس و منحه كل سلطاته ...لكن الاكيد أننا في نظرهم لسنا بالمواطنين لاننا لم نصل بعد أن يعاملنا هؤلاء كإنسانيين و بشر ..بالنظر لما نرى و نسمع يوميا في الادارات و بالنظر الى ما رأيت من تصرف المدراء التنفيذيين ... وكل عام وانتم بخير
فاصلة النهاية :
"إن
التحديات التي نواجهها اليوم لا تعني التنمية المحلية وحسب. إنها تعني
ميادين عديدة ومتنوعة لها كلها صلة ببعضها البعض وتتصل، بالذات، بأهداف بناء
دولة الحق والقانون حيث يمكن لكل مواطن أن يجد مكانا له في كنف العزة وأن
يحظى بالاحترام"...بوتفليقة في رسالة الى الولاة 2006 .
مدونة نجاة للصحافة / خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
غير معرف
28 يناير 2013 في 10:53 م
والله يا أخي وليد نتمنى ان تجد ونجد رجال يكونون في مستوى المسؤولية اتجاهنا كبشر واتجاه ضمائرهم.