عن احترام القانون ...
السبت, يوليو 10, 2010 // 0 التعليقات // خالد بشار // القسم: بعد المداولة //كنت اعتقد أن مبدأ الشكارة والزكارة منطق البقارة ،على حد تعبير الشارع، و ان نطاقه الحانات و أصحابه من النازحين الجدد الذين أعمتهم حركية المدينة ، لكن يبدو ان هذا المنطق تعدى هؤلاء ليصبح منطق المعاملات الادارية ، كنت أعتقد أن حدود الزكارة تنتهي عندما تصل الى حرمة القانون رغم علمي أن أصحاب النفوذ قد يشرعون قوانينا تخدم مصلحتهم و قد يسن قانونا لمصلحة فرد واحد، لكن حينما يصبح كل من يملك ختم نقابة واعتماد جمعية يبتز الخلق و الادارات ويفرض ما يشاء فهذه الفوضى بعينها خاصة عندما يكون القانون ضحية شخص لا يأبه سوى للربح و الجشع على حساب قوانين الجمهورية ورأسماله تخويف المسؤولين بصوته الخشن ، والكارثة الحقيقية عندما يصاب بهذا الفيروس مدير تنفيذي كان عليه أن يراقب القانون و يدافع عن المستهلك ويصدر قرارا يذبح المواطن الغلبان والأكثر من ذلك يخرجه من دائرة المواطنة و الاستفادة من أدنى الحقوق ..الحق في التنقل المريح مثلما حرم مدير التجارة سكان الجلفة؟ .
قبل أيام صرح فاروق قسنطيني أن قرار تسليم عبد المؤمن خليفة يعني أن الجزائر استعادت سمعتها خاصة حينما نعلم أن بريطانيا لا يمكن أن تسلم شخصا الا اذا كانت الدولة تقدر احترام القانون ،و لا اعرف هل الأستاذ مقتنع تماما بهذا التصريح ، وهل يمكن أن نشهد محاكمة ثانية تكشف المستور و هل تستجيب السلطات القضائية الجزائرية لأمر الاستئناف حتى تترك لنا المجال لمسلسل جديد من المحاكمة بحضور المتهم الرئيسي في القضية له من المعطيات و الخلفيات ما يمكنه من توضيح العديد من النقاط المبهمة التي لم تجيب عنها المحاكمة الأولى و قد تدين أسماءا ساهمت من بعيد وقريب في بناء امبراطورية الخليفة لا تزال في هرم السلطة ؟ هذا في حالة اننا نحترم القانون .
فهذا القانون للأسف الشديد صار اختراقه و اغتصابه أمرا هينا و تحول سند تسيير الأمور الى جماعات ضاغطة تجيد الابتزاز و القفز على المراسيم الوزارية ...تهدد و تتوعد و تخترق كل الحدود و لا تأبه لسلطة القانون ، تحولت الأمور الى فوضى تقودها طفيليات خلفتها جمعيات المساندة ونقابات تحولت الى عصابات لها الطاعة و الأمر في هيئات الدولة بسبب ضعف مسؤولينا أمام سلطة الشكارة أحيانا و سلطة النفوذ و بسبب غبائهم و تفاهتهم أحيانا أخرى و غياب القيم لدى الكثيرين منهم .فأين احترام القانون ؟
للأسف الشديد تعدى مبدأ الشكارة و الزكارة حدود الحانات و اخترق مكاتب الادارات و استحوذ على سلطة القرار و لم تصبح مكانة للفقير في هذا البلد ولا للقانون الذي يحميه بمباركة كل السلطات و الوزارات العاجزة عن ايقاف حدود الفوضى العارمة ، و بقي دورهم مثل" المارد "في مصباح النقابات و طفيليات المجتمع المدني " شبيك لبيك أي قرار تريد تحت يديك " المهم أن تسكت و لا تفضح ما وقع بين يديك ، ووسط هذا لا نحلم أن نشهد محاكمة تكشف وتدين العملاق خليفة و هي التي عجزت أمام مجموعة "طفيليات " لا مستوى لهم ...قوتهم في اصواتهم استطاعوا أن يغتصبوا قانونا في ولاية داخلية و امام مراى الجميع .فأين احترام القانون ؟
احترام القانون ليس شعارا كما يعتقد البعض أو مفخرة وسمعة ،بل آلية يستفيد منها المواطن من أجل العيش الكريم ، و آلية تزيد من هيبة الدولة و احترامها و تطورها و الحفاظ على الامن و الاستقرار و تفادي الفتنة التي تنتظر مجرد فتيل لتشتعل ، و عندما يرى المواطن ويكتشف ان من يمثل الدولة اول من يتعسف على القانون ، فأقرئ الجزائر السلام و عظم الله أجرنا في هيبة الدولة والقانون ؟ و تعيش الشكارة والزكارة في دولة العزة و الكرامة ....
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
0 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع