مرضى السرطان : أسباب مجهولة .. موت في صمت..معاناة..و ثنائية الفقر و العذاب؟
الأربعاء, أبريل 06, 2011 // 1 التعليقات // خالد بشار // القسم: تحقيقات //ملف السرطان في الجلفة من بين المواضيع القديمة التي صال وجال فيها الكبير و الصغير، المتعلم و الأمي، الصحيح والعليل..لكن السؤال الذي ظل يبحث عن إجابة بين المتاهات ووسط ارتفاع حمى قنوط السكان و المرضى الذين أعيتهم رحلات العلاج بحثا عن أمل الشفاء ،هو لماذا يحرج المسؤولون عن قطاع الصحة كلما طفا إلى السطح موضوع الانتشار الرهيب للداء..المشكلة في الجلفة أن الأرقام متضاربة حول عدد المصابين و السبب أن لكل منطقه في عملية الإحصاء، فإذا كان معظم المتتبعين يجمعون على أن العدد يفوق الألف بالمئات، فإن مديرية الصحة لا تزال متمسكة برقم 250 مصابا ، فأما أصحاب عدد الألف فحجتهم صلوات الجنائز و احتكاكهم بالمرضى و أما المدافعين عن الرقم الرسمي فيعتمدون على المرضى المؤمنين في الضمان الاجتماعي و متحججين بصعوبة إحصاء من فضل الصمت او العلاج من ماله الخاص ، وكل صحيح من زاوية المنطق الذي يرى منه ، لكن المؤكد وسط هذا التضارب هو أن الجلفة تصدر يوميا العشرات إلى البليدة و لا يحتاج لا الوزير و لا الرئيس لدليل كي تتخذ إجراءات خاصة و استعجاليه للتكفل بالمرضى ماديا ومعنويا ، و البحث عن الأسباب و اتخاذ إجراءات سريعة ،و النظر الى المئات من المصابين الذين لم يخرجوا من صمتهم لأن ،حسبهم ، مجرد التفكير في رحلة البحث عن أذان صاغية هو المحال بذاته و حلم من الغباء تخيل تحقيقه ، ففي الجلفة لو سألت شابا أو شيخا، امرأة أو طفلا ، لسمعت مأساة أو قصيدتين و لوجدت لغة تفهمها لو أصغيت، لا يبدعها سوى أهل المرض فهل من أذن صاغية بعدما صدت الأبواب.
البداية عذاب
كلامهم كله عذاب و ألم ، وصمتهم حكمة لم نعهدها عند المرضى، و حكاياتهم تسافر بك دون اقتطاع تذكرة في رحلة لا زالت تبحث عن عنوان مناسب، لأن المأساة و المعاناة لا تكفي مجرد التعبير عن عيونهم الحزينة ...هم مرضى السرطان في ولاية لا يزال سكانها و أطباؤها يبحثون عن إجابة لسؤال واحد ؟ لماذا حرمت ولايتهم من الاستفادة بمركز مكافحة وعلاج السرطان، و قفز ليحط على بعد 120 كيلومتر منها رغم أن الكل يعلم أن الجلفة تصدر يوميا عشرات المرضى إلى البليدة للبحث عن أمل العلاج ؟ دون أن ندخل في السياسة و مقتضياتها، والإدارة و أعرافها ،و من المسؤول عن فقدان أمل المرضى؟ ، أردنا أن ندخل بيوتهم و نعيش يومياتهم فكان الوصول إليهم لا يحتاج إلى مشقة مثل مشقة البحث عن الأرقام التائهة و المتضاربة و التكذيب الذي يصدر لينفي الرقم الواقعي للمرضى.لكن ما اصطدمنا به هو خجل الكثيرين من أن تحدثه عن مرضه و تفادي عائلاتهم الغوص في الموضوع.
يفضلن الموت على معاناة عائلاتهن ؟
تقول السيدة "ف.ل" التي تدخل عامها الثاني منذ بدأت العلاج من سرطان الثدي أن" الكثيرات من النساء يعانين المرض في صمت بسبب خجلهن من جهة و بسبب المستوى الاجتماعي، لأنهن يعلمن أن رحلة العلاج ميؤوس منها و تكلف الكثير ، لذلك فأنا أعرف الكثيرات ممن يفضلن الألم في صمت بدل أن يدخلن عائلاتهن في متاهات" ،و تضيف " هنا لا يوجد من يسمع صوتك أو يعطيك على الأقل أمل ، لذلك فضلت أن أتوجه مباشرة إلى البليدة لأبدأ العلاج بعدما اكتشفت أن الورم يتعلق بالسرطان صدفة ، و لا أخفيكم أن هذا كلفني الكثير و الحمد لله أني لم أنتظر أو أعلق أملي على المستشفى أو السلطات " ، و إن كانت هذه السيدة من المحظوظات فهناك الكثيرات من اللواتي فضلن الصمت و لقوا حتفهن ، من بينهن السيدة عائشة حيث التقينا ابنها الذي تذكر معاناة أمه و قال " كانت أمي تدرك ما تعاني و اخفت حتى بلغ المرض حالة متقدمة، و عندما بدأنا رحلة العلاج أقرت بأنها تدرك أنها مريضة منذ أشهر و أخفت عندما تذكرت جارتها التي خسرت عائلتها كل ما تملك لكن الموت كان مصيرها " .، استمر في الحديث بنبرة الحزن و أكد لنا أن مشكل مرض سرطان الثدي هو الاكتشاف المبكر و التشخيص الذي عادة ما يكون خاطئا بسبب غياب أخصائيين في الولاية و معظم النساء يقصدن الأطباء العامون .
المشكلة طرحناها على مجموعة من الأطباء الذين أكدوا لنا أن التشخيص السليم من بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة في غياب أخصائيين ، ذلك أن الاكتشاف المبكر للمرض يساهم في العلاج ، إضافة إلى الجانب النفسي الذي يحتل أهمية كبيرة باعتبار أن الخطأ في التشخيص قد يؤدي إلى نتائج سلبية ،و هذا ما أكدته مصالح طبية من مستشفى البليدة في تصريح سابق على هامش ملتقى نظمته إحدى الجمعيات المهتمة بالملف ، حيث أكد الأطباء أن معظم المرضى الذين يصلون إلى مصالحهم لتلقي العلاج يحملون تشخيصا خاطئا ، لكن نفسياتهم مريضة بسبب اعتقادهم أنهم أصيبوا بالسرطان ، إضافة إلى تناولهم لأدوية لا تتلاءم مع حالتهم . و نبه المختصون جميع الأطباء بالتدقيق و التريث قبل تشخيص المرض وتفادي وصف أي أدوية قبل التأكد من الحالة.
المشكلة طرحناها على مجموعة من الأطباء الذين أكدوا لنا أن التشخيص السليم من بين المشاكل التي تعاني منها المنطقة في غياب أخصائيين ، ذلك أن الاكتشاف المبكر للمرض يساهم في العلاج ، إضافة إلى الجانب النفسي الذي يحتل أهمية كبيرة باعتبار أن الخطأ في التشخيص قد يؤدي إلى نتائج سلبية ،و هذا ما أكدته مصالح طبية من مستشفى البليدة في تصريح سابق على هامش ملتقى نظمته إحدى الجمعيات المهتمة بالملف ، حيث أكد الأطباء أن معظم المرضى الذين يصلون إلى مصالحهم لتلقي العلاج يحملون تشخيصا خاطئا ، لكن نفسياتهم مريضة بسبب اعتقادهم أنهم أصيبوا بالسرطان ، إضافة إلى تناولهم لأدوية لا تتلاءم مع حالتهم . و نبه المختصون جميع الأطباء بالتدقيق و التريث قبل تشخيص المرض وتفادي وصف أي أدوية قبل التأكد من الحالة.
فقر و موت قبل الرحلة الأخيرة!
عائلات كثيرة فقدت أفرادها بسبب عدم قدرتها دفع مصاريف العلاج، عددهم أكبر من الرقم الذي تعلن عنه مديرية الصحة!. و من بينهم عمي احمد من حاسي بحبح الذي فقد ابنه قبل أشهر بعد إصابته بسرطان في المخ ، و هو لا يزال يعيش ذكرى ابنه و يتحسر جراء تقصيره في علاجه بسبب الفقر، بعدما تأخر في نقله إلى البليدة لإجراء آخر فحص قبل إجراء عملية جراحية بسبب عدم تمكنه من توفير مصاريف الرحلة ، و لم يجد "عمي أحمد " ما يواسيه ذكرى ابنه سوى دعوة أهل الخير لمساعدة العشرات من المرضى الذي يعرفهم واحدا واحدا ، إنهم رفاق ابنه في رحلات البحث عن العلاج و ما أكثرهم.
و ليس بعيدا عن عمي احمد حدثنا السيد " ب.م" عن قصته مع السرطان حيث يؤكد أن زوجته تعاني الويلات من تعب رحلتها من و إلى البليدة تقريبا مرتين في الشهر ، ناهيك عن المصاريف و التعب الذي يضطره كل مرة للتغيب عن عمله من أجل نقلها ، و أردف قائلا " تفاجأت كثيرا من الأرقام المعلنة حول المصابين بداء السرطان ، لا أخفيكم ان عدد الذين التقيهم اكثر من العدد المتداول رسميا ، ناهيك عن مصابين جدد لم يتمكنوا من الالتحاق بمركز البليدة هم أعدادا مضاعفة ، صدقوني الأمر ليس بالسهولة التي يراها أهل الشأن " .نفس المعطيات تقولها أم الخير التي لا تزال تخضع للعلاج الكيميائي حيث لم تستطع استحضار العبارات المناسبة لمعاناة رفيقاتها في المرض و اكتفت بقولها " حين التقيهن أبحث عن العزة والكرامة ،لا أجد حتى رائحتها ، إنها معاناة صدقني تكفيك نظرات الخوف و الحزن لتؤلف رواية ملؤها جراح و أحزان " .
كلمات أم الخير المثقفة كانت طريقا قادنا إلى العمة مسعودة، 56 سنة، التي جعل منها المرض سياسية من الطراز الخاص ،تقول العمة " يا ولدي ما يعانيه المرضى ليس مجرد مرض و تعب السفر لقد تعودنا عليه، لكن ما يحز في نفوسنا أين مسؤولينا الذين يقرعون الطبول و أين الدولة من الفقراء ؟ نحن لا نحملهم مسؤولية مرضنا بل نريد على الأقل مساعدتنا و سماع صوتنا ، أعتقد أن هناك دولتان واحدة نسمع عنها في التلفزة تبدو رائعة ،وأخرى نكتشفها على عتبة مصالح الدولة ، أنها قاسية " و تضيف " لقد علمني المرض اشياءا كثيرة و فتح عيني على نساء و شيوخ و معاناة لا يمكن وصفها ، إنهم يموتون دون ان يجدوا من يسمع أصواتهم ، لقد عايشت لحظاتهم الأخيرة ، حتى و عن موت قضاء وقدر لكن ما يتعب ضمائر عائلاتهم إحساسهم بالفقر و أنهم مقصرين في علاجهم" .
و ليس بعيدا عن عمي احمد حدثنا السيد " ب.م" عن قصته مع السرطان حيث يؤكد أن زوجته تعاني الويلات من تعب رحلتها من و إلى البليدة تقريبا مرتين في الشهر ، ناهيك عن المصاريف و التعب الذي يضطره كل مرة للتغيب عن عمله من أجل نقلها ، و أردف قائلا " تفاجأت كثيرا من الأرقام المعلنة حول المصابين بداء السرطان ، لا أخفيكم ان عدد الذين التقيهم اكثر من العدد المتداول رسميا ، ناهيك عن مصابين جدد لم يتمكنوا من الالتحاق بمركز البليدة هم أعدادا مضاعفة ، صدقوني الأمر ليس بالسهولة التي يراها أهل الشأن " .نفس المعطيات تقولها أم الخير التي لا تزال تخضع للعلاج الكيميائي حيث لم تستطع استحضار العبارات المناسبة لمعاناة رفيقاتها في المرض و اكتفت بقولها " حين التقيهن أبحث عن العزة والكرامة ،لا أجد حتى رائحتها ، إنها معاناة صدقني تكفيك نظرات الخوف و الحزن لتؤلف رواية ملؤها جراح و أحزان " .
كلمات أم الخير المثقفة كانت طريقا قادنا إلى العمة مسعودة، 56 سنة، التي جعل منها المرض سياسية من الطراز الخاص ،تقول العمة " يا ولدي ما يعانيه المرضى ليس مجرد مرض و تعب السفر لقد تعودنا عليه، لكن ما يحز في نفوسنا أين مسؤولينا الذين يقرعون الطبول و أين الدولة من الفقراء ؟ نحن لا نحملهم مسؤولية مرضنا بل نريد على الأقل مساعدتنا و سماع صوتنا ، أعتقد أن هناك دولتان واحدة نسمع عنها في التلفزة تبدو رائعة ،وأخرى نكتشفها على عتبة مصالح الدولة ، أنها قاسية " و تضيف " لقد علمني المرض اشياءا كثيرة و فتح عيني على نساء و شيوخ و معاناة لا يمكن وصفها ، إنهم يموتون دون ان يجدوا من يسمع أصواتهم ، لقد عايشت لحظاتهم الأخيرة ، حتى و عن موت قضاء وقدر لكن ما يتعب ضمائر عائلاتهم إحساسهم بالفقر و أنهم مقصرين في علاجهم" .
هل من أذان صاغية؟
من أم الخير إلى العمة المسعودة ،و غيرهن كانت المعاناة ذاتها اختلفت فيها الأسماء و توحدت في عنوان الألم وكل له حكاية و شكوى و رسالة إلى أصحاب الشأن من أجل النظر إلى حالتهم و معاناتهم، هم في الحقيقة ليسوا سياسيين و لا طلاب امتيازات بل المرض والمعاناة من جعل منهم يقصدون مصالح الدولة ، في وقت لا يزال الكثير من المصابين يلتزمون الصمت و يبحثون عن أمل الفرج من المولى و أهل الخير المتكفلين بالفقراء ، و هناك من مات في صمت لم يجد من يواسيه و يشع أمل الشفاء ، وهؤلاء صار سكان الجلفة يحصونهم من صلوات الجنائز ، ففي الجلفة لا تخلو جنازة من السؤال ؟ من و كيف مات؟ لكن ما اعتاد عليه أهل السؤال هو إجابة تبعث بالخوف دائما ، مات بالسرطان و السلام ، فأي منطق و أي عزة حين نحصي فيها عدد المصابين بداء بعد موتهم ؟ و هل يخذل بركات وزير الصحة سكان الجلفة الذين يبحثون عن بركة قد تجعل الأنظار و الاهتمام يتجهان نحوهم ، دون ان تختلط بالسياسة و أعراف الإدارة ؟ قد تستجاب دعوة العمة ،و في انتظار ذلك فمرضى السرطان في الجلفة المعتمدين رسميا و المتألمين في صمت يعيشون الفقر و العذاب و انتظار الموت المحقق ،و آخرون ينهش أجسادهم المرض و يخفون آلامهم لأسباب لها لغة لا يفهمها الا من يرى عيون أفراد عائلات المرضى .
السرطان و سوء التقدير!!
حتى تتضح الصورة في أن المشكل ليس في الأرقام المصدرة إلى الوزارة نعود إلى حكاية التيفوئيد الذي صار الضيف الصيفي للجلفة، و نسال كيف تعامل أهل القطاع مع المرض؟ ، و ما هو الهدف من تضارب الأرقام ؟ كان يكفي أن نزور مصلحة الأمراض المعدية لنجد الإجابة ، فالمصلحة كانت بيتا مفتوحا رغم تأكيد الإدارة على أنها تتكفل بالحالات وسط إجراءات خاصة ، و رغم زيارتنا للمصلحة قبل لقائنا مع مدير المستشفى الذي بدا لا يعلم حال مصلحة تقع في الطابق العلوي من الإدارة ، و لا مناوب الليلي الذي دخلنا إلى مصلحة برفقته و رأى الصورة على المباشر .
نحن لم نحمل قطاع الصحة مسؤولية التيفوئيد و لا السرطان، و لم نسأل عن الأسباب العلمية ،لأن الكل يعلم اننا لم نصل إلى مستوى يمكننا من اكتشاف عظيم ،بل نسأل ماذا فعلت في إطار عملها و إمكانياتها؟، و لم يطلب أهل الجلفة ولا المواطن الخاتم السحري ،بل حق التكفل الصحي بالمواطن باستقباله و إرشاده ،و هذا حق لطالما جاء في ديباجة تصريحات المتعاقبين على وزارة الصحة ،إذن حكاية الصحة و الأمراض و الأوبئة التي صارت رفيقا يوميا للمواطن هي مسألة سوء التقدير يوم نضع أهل الشأن في دور المجيب ، و في الحقيقة إن هذا المشكل هو الورم الأكبر الذي من المفروض أن نبحث عن علاجه، لأنه ليس ربانيا في اعتقادي بل داءا وراثيا معروفة أسبابه و سبل علاجه إداريا ، عكس السرطان الذي يجهل لحد الآن سببه الحقيقي .
ملف السرطان في الجلفة هو الملف الذي أراد الكثير من المسؤولين أن يجعل أسبابه ربانية للهروب من مسؤولية التقصير في التعامل مع المرض،في وقت قفز إلى قبة البرلمان، و ظل التعامل مع ما تنشره التقارير الإعلامية على أنه مجرد تهويل و لم يعترف احد بفشله او دق ناقوس الخطر لاتخاذ إجراءات سريعة ، وان كنا نشاطر رقم مديرية الصحة في حالة واحدة هو هروب المواطن من اللجوء إلى مؤسسات الدولة، فان السؤال المطروح لماذا لا يقصد المرضى المؤسسات الصحية و يفضلوا الهروب إلى جمعيات مهتمة، و الإجابة واضحة عندما تزور جمعية مثل شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة .أما حكاية لماذا لم تستفد الجلفة من مركز لمكافحة السرطان مجهز ؟فلا نريد ان نناقشه لان منطق العرف الإداري المركزي الذي يؤمن بالأرقام فصل في الأولوية ، و الأغواط صدرت الرقم الحقيقي الذي فاق عدد المصابين في الجلفة الرسمي،حسب مصادر من وزارة "عمار تو" آنذاك ، لكن يكفي أن نقول أن الجلفة تعداد سكانها الرابع و طنيا ، لنترك الإجابة والمنطق لأهل الاختصاص .و نؤكد ما قاله النائب بن بوزيد الذي أعطى الوصف الحقيقي للمرضى عندما قال "أنهم يموتون في بوغزول في رحلة العودة ".
نحن لم نحمل قطاع الصحة مسؤولية التيفوئيد و لا السرطان، و لم نسأل عن الأسباب العلمية ،لأن الكل يعلم اننا لم نصل إلى مستوى يمكننا من اكتشاف عظيم ،بل نسأل ماذا فعلت في إطار عملها و إمكانياتها؟، و لم يطلب أهل الجلفة ولا المواطن الخاتم السحري ،بل حق التكفل الصحي بالمواطن باستقباله و إرشاده ،و هذا حق لطالما جاء في ديباجة تصريحات المتعاقبين على وزارة الصحة ،إذن حكاية الصحة و الأمراض و الأوبئة التي صارت رفيقا يوميا للمواطن هي مسألة سوء التقدير يوم نضع أهل الشأن في دور المجيب ، و في الحقيقة إن هذا المشكل هو الورم الأكبر الذي من المفروض أن نبحث عن علاجه، لأنه ليس ربانيا في اعتقادي بل داءا وراثيا معروفة أسبابه و سبل علاجه إداريا ، عكس السرطان الذي يجهل لحد الآن سببه الحقيقي .
ملف السرطان في الجلفة هو الملف الذي أراد الكثير من المسؤولين أن يجعل أسبابه ربانية للهروب من مسؤولية التقصير في التعامل مع المرض،في وقت قفز إلى قبة البرلمان، و ظل التعامل مع ما تنشره التقارير الإعلامية على أنه مجرد تهويل و لم يعترف احد بفشله او دق ناقوس الخطر لاتخاذ إجراءات سريعة ، وان كنا نشاطر رقم مديرية الصحة في حالة واحدة هو هروب المواطن من اللجوء إلى مؤسسات الدولة، فان السؤال المطروح لماذا لا يقصد المرضى المؤسسات الصحية و يفضلوا الهروب إلى جمعيات مهتمة، و الإجابة واضحة عندما تزور جمعية مثل شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان بالجلفة .أما حكاية لماذا لم تستفد الجلفة من مركز لمكافحة السرطان مجهز ؟فلا نريد ان نناقشه لان منطق العرف الإداري المركزي الذي يؤمن بالأرقام فصل في الأولوية ، و الأغواط صدرت الرقم الحقيقي الذي فاق عدد المصابين في الجلفة الرسمي،حسب مصادر من وزارة "عمار تو" آنذاك ، لكن يكفي أن نقول أن الجلفة تعداد سكانها الرابع و طنيا ، لنترك الإجابة والمنطق لأهل الاختصاص .و نؤكد ما قاله النائب بن بوزيد الذي أعطى الوصف الحقيقي للمرضى عندما قال "أنهم يموتون في بوغزول في رحلة العودة ".
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
تطبيقات
25 أكتوبر 2011 في 8:10 ص
الحمد لله الذى عافانا مما ابتلا به غيرنا وفضلنا ع كثير ممن خلق تفضيلا اللهم اشفى امراض المسلمين جميعا