بين الصحفي واالعاهرة براءة في حالة تلبس
الأربعاء, أبريل 13, 2011 // 2 التعليقات // خالد بشار // القسم: هموم شخصية //
كان يقول هكذا يريدون الصحافة ...أما إن خرجت عن هذا الخط و كتبت لتشقى ويرتاح الأخرون فأعلم أنك فتحت جبهات الحرب نحوك واصبحت خارجا عن القانون؟ ...بضحتكه وسخريته كان يقول لماذا تكتب أصلا و الدولة وضعت هيئات من صلاحياتها الرقابة و المحاسبة و حتى المتابعة و تحاسب من تحب وتترك من تحب؟تذكرت هذا الكلام و أنا أقارن بين محاكمات الزميل التي تعرض لها و محاكمة عاهرة في أحد المجالس القضائية و الفرق كبير بين محاكمة صحفي بسبب كشفه عن مؤامرات و بين محاكمة عاهرة حولت عمارة الى وكر دعارة بإحدى ولايات الوسط و خرقت كل القوانين و الاعراف و الاخلاق و الأكثر من ذلك أنها قبضت متلبسة في عملية مداهمة قامت بها قوات الأمن في إطار الحرب على اوكار الدعارة التي أعلن عنها وزير الداخلية قبل عامين
محاكمة الزميل كانت أشبه بمحاكمة مجرم خطير ،و الحاضرون لم يستوعبوا ان المتهم صحفي يبحث عن الحقيقة وعن حقوق الغلابا بعد سيل الشتائم التي أمطره بها وكيل الجمهورية و طريقة الأسئلة الإستهزائية التي لم توجه حتى للإرهابيين و القتلى والمختلسين ...بالعكس كانوا يعاملون باحترام وتقدير لأنهم نهبوا خيرات البلاد و فرحة الأطفال وتقدم لهم أغلى المشروبات ....و صلت الدناءة وقلة التربية من ممثل حق المجتمع أن يحول جلسة المحاكمة الى نبز بالألقاب عندما تعدى حدود صلاحياته و هيبة الجلسات عندما خاطب الزميل بلفظة " بلع " و حول ثقافة العدالة و الاحترام الى" ثقافة بلع " التي كنت أظنها ثقافة الأطفال المتشردين لا ثقافة من يمثلون حق المجتمع ويكافحون الفساد ...كل هذا لأن الزميل تحمل المسؤولية وكشف عن ممارسات سماسرة العقار بمساعدة أعوان العدالة و كشف عن لوبي يحميه نافذون ..و باع راحته من أجل راحة الآخرين هكذا كان ثمن صحفي و الحكم أكيد أنه كان سجنا نافذا و تهمة قذف مع سبق الإصرار .
لم تمر على محاكمة الزميل أشهر في وقت كنا نتابع نتائج الحملة الواسعة التي قامت بها قوات الامن لتطهير المجتمع من أوكار الفساد و سيل العمليات و المداهمات و صولا الى عملية تسمى" الحبار" التي تزامنت مع جلسة محاكمة مجموعة نساء متهمين بالدعارة قبض عليهن في حالة تلبس تقودهن إمراة يشاع أنها على قرابة مع مسؤول مهم في السلطة ، كنا نخال أنه تم القضاء على مجموعة لطالما عكرت راحة المواطنين بعدما أدانتهم المحكمة بثلاث سنوات حبس نافذة لكن المفاجأة كانت تنتظرنا في قاعة الجلسات عندما حوصرت بقوات الامن و منعنا من الدخول وأعلنت الجلسة سرية لمساسها بالنظام العام وتجمع على محاذاة المجلس ألوان و أشكال من رواد الدعارة متوزعات على أفخم السيارات اقتحم بعضهن قاعة الجلسات و ألحقوا بأفراد الأمن سيلا من أعذب ماقيل في أنواع الشتائم دون أن يتجرأ أحد على منعهن و صاحت أحداهن في محاولة لطمأنة المتهمات سأدفع 60 مليون ولن تمكثن سوى خمسة يوما
كنا نتابع سير الجلسة في الكواليس وكانت المفاجأة تصدمنا ونحن نقارن بين محاكمة الزميل ومحاكمة المجموعة و مستوى الحاضرين من أسماء مهمة و رغم أن الدفاع أشار لنا ان نسبة البراءة قليلة لأن الإجراءات صحيحة والتهمة في حالة تلبس الا ان البراءة كانت جزاء المتهمين في سيناريو لم نستطع أن نتحمله أو نعلق عنه كون الجلسة سرية و لأن علينا نحترم أحكام العدالة و لا نطلب تفسير لكن من حقنا أن نطلب تفسيرا لماذا يدان الصحفيون عندما يكشفون عن الفساد ويبرئ الفاسدون عندما ..... الآن فهمت الدرس أستاذي بأن العدالة التي لا تحترم نفسها هي عدالة رغما عنا نحترمها ..... لكن لا تستحق التقدير منا و جميل أن تكون العدالة عديلة لكن الأجمل ان تكون قوية ...وقد لا نلومها مادام للعاهرات مساندون و مدافعون و مسؤولين عشاق .....بالمقابل ليس للصحفيين الغلابا أصدقاء الا ذا كتبنا عن ثقافة الشطيح والرديح و ليس لك مهنة و امتيازات الا اذا كنت تغرد خارج الحقيقة ،...من اليوم سأكتب عن الثقافة والشطيح والرديح و خرجات تومي وامدح الرئيس و تشجيع الرداءة وسأصبح ناجحا من الدرجة الاولى.
فاصل : صحفي كبير و مدير سابق لجريدة اسبوعية لجريدة وطنية يسعى لتأسيس جريدة يومية ، من أجل توظيفي طلب مني اعداد ملفين بالوثائق والمعلومات الدقيقة مقابل توظيفي في وقت يسعى ويلهث من أجل توظيف صحفيات في القسم الثقافي ويعرض عليهن مناصب بأجر محترم ، تخيلوا كم سأخسر وكم سيكلفني التحقيقين مقابل أجر مجهول ... لا اعرف اين اصنفها انتهازية ، تعالي ، غرور ، ..لكن هذا المتوفر في الجزائر.
عرفتم معنى الدرس و معنى ان أكتب خارج الواقع ، لكل شخص يريد النجاح في بلد كالذي نعيش فيه يجب ان يعرف ماذا يكتب و يقرأ الفقرة الاولى ويتبعها لينجح.
خالد بشار وليد

نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
2 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع

الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوعجديدنا في بريدك
زوار هذا الأسبوع
302
Unknown
15 مايو 2011 في 9:29 م
السلام عليكم
أحييك على التصميم الجيد لهذه المدونة ، و الكتابة الراقية و الأسلوب المميز البعيد عن در الرماد على العيون ، إنها كلمات موجة و معبرة عما إختلج صدري و أنا أتصفح بعض أجزاءها ، إنها لتسر الناظرين و تكشف الغبن عن المهمومين من الأقلام الصادقة و الشفافة التي أصبحت عملة نادرة في وقت تهافت فيه جميع الإخوة و زملاء المهنة إلى الركض وراء المال و السلطة رغبة في الشهرة و بذلوا في سبيل ذلك كل الوسائل المشروعة و الغير مشروعة
أود التواصل معك يا أخي و الإستفادة من علمك ، و تبادل الآراء و النقاش ، لأننا في زمان أحوج ما نكون لرجال أمثالكم
تقبلوا مني أسمى عبارات الشكر و التقدير
أخوكم كريم
karimpress.blogspot.com
tofik.maktoobblog.com
على الفايس بوك
Karim Kaki
خالد بشار
17 مايو 2011 في 11:35 م
شكرا أخي كريم على هذا الكلام الطيب الذي اعتبره كبيرا في حقي ، واتشرف بزيارتك لمدونتي التي هي مساحتك ايضا ...و يسعدني التواصل