صحافة الادماج
السبت, مايو 28, 2011 // 1 التعليقات // خالد بشار // القسم: أخبار الصحافة //في الوقت الذي كان الشباب الجزائري ينتظر من الصحافة أن تنتقد وتحارب سياسة التشغيل في الدولة ، أو السيروم كما صار معروفا بين العامة أو سياسة قتل الإطارات كما يسميها الجامعيون ....صارت الصحافة و المؤسسات الإعلامية تستغل هذه السياسة من أجل توظيف صحفيين و مراسلين بالإدماج ، وهذا يعني ان المؤسسات الإعلامية رمت المنشفة و دخلت السيستام ، و لا حديث بعد اليوم عن النهوض بالصحافة ، لأن الحوار الجاري هذه الأيام يقزم مشكل الصحافة على أنها قانون إعلام حاصر الصحفيين لكن الحقيقة أن قتل العمل الاعلامي سببه مدراء المؤسسات و رؤساء التحرير الذين باتوا يبحثون عن عمل بالمجان و بأقل الخسائر ويطلبون المستحيل في ظل مناخ اعلامي يعرفونه دون حقوق ينالها الصحفي.
قد يعتقد البعض في هذا المقام أن كلامي هو رسائل موجهة للبعض مثل مواضيع سابقة حين راسلني البعض في الخاص متبرئين من ممارسات صارت قاتلة في العمل الاعلامي ، لكن اقول لأصحح للبعض نظرتهم أن تسليط الضوء حول ظاهرة و قول الحقيقة لا يعني بالضرورة رسالة الى أشخاص بقدر ما هو رسالة إلى مجتمع ، لأن الكل صار يظلم المراسل والصحفي ويحمله مسؤولية الفساد ولا يدري هؤلاء أن الصحفي هو ضحية إيمانه بدوره و مهمته و الأخير في سلم ترتيب الأجور بل هم الفئة المقتولة ، لذلك نجد أن البزنسة صارت شعار المراسلين لاعتقادهم أن مرتباتهم من الصحافة ليست وسيلة عيش بل مقالاتهم هي سبيل البزنسة والتقرب الى المسؤولين ولا يهمهم ما يتقاضونه و أحيانا يضطر البعض للعمل مجانا في جريدة لانه يعلم أن البزنسة ستغنيه عن الأجر، و الغريب أن رؤساء التحرير لا يتفطنون ولا يسألون لماذا يرضى هؤلاء العمل مجانا ؟
طبعا على حساب المهنية و نقل هموم الخلق كما هي ،و على حساب التنقل إلى موقع الحدث و الاكتفاء بالقيل والقال التي عادة ما تشوه الحقيقة ، و كانت دائما نتيجة هذا سخط المجتمع على الصحافة و نعتها ببائعة الحقيقة و السقوط في حضن المسؤول الفاسد ، لذلك انسحب الخيرون الذين كانوا يأملون أن تتفطن المؤسسات الإعلامية للخلل لكن يبدو أنها عاثت فسادا و أفرزت لنا سياسة توظيف أخرى هي صحافة الادماج لأنها لا ترى ما هو الواقع الذي يعاني منه حتى الصحفيين الذين يتقاضون الملايين و هم وراء مكاتبهم يحررون تقارير الوزارة و لقاءات المجلس والبيانات
ماذا ينتظر رئيس تحرير من مراسل أو صحفي يتقاضى بالإدماج ودون وثيقة وماذا ينتظر من صحفي يرى الشانبيط و الحيطيست يتقاضى أحسن منه ، وماذا ينتظر رئيس تحرير من صحفي يكتب يوميا عن احتجاجات رفع الأجور وصلت الى الملايين لم تقنع أصحابها ، وهو يرى نفسه كالكلب المشرد بدل أن يعيش من راتبه يجد نفسه يصرف ليقال عنه صحفيا أو لأنه يعتقد أنه أمام واجب نقل هموم المجتمع و همه و حقوقه في تحت اقدام مدراء المؤسسات ، والأكثر من كل هذا يسمع يوميا" أنت راك راقد لا تعمل ولا ترسل مقالات ولا تتحرك" .
تروي لي صحفية موظفة بالادماج منذ عامين مآسيها اليومية منذ الصباح الباكر تنهض لتلتحق باكرا بأروقة المحاكم و تسمع ما يجعل منها تبكي احيانا وتتحسر الى ساعات متأخرة دون غذاء حتى الرابعة مساء ، لتخرج ألى أقرب قاعة انترنيت وتحرر ما تراه مناسبا كمادة اعلامية ثم ترسلها و تذهب لتصل في ساعة متأخرة منهكة ، وتعد بعض ما تراه مناسبا لروبورتاج و تحقيق و هكذا دواليك ، تقول الصحفية أنها تعيش حالة نفسية سيئة نتيجة المشاكل اليومية التي تسمعها و نتيجة السب والشتم التي تتلقاه لتصل الى معلومة أكيدة ناهيك عن تحريرها و إرسالها و كل شهر تتلقى صدقة الدولة وتسمع السخط من رئيس تحريرها ، وتروي زميلة أخرى عن حكاية المصاريف اليومية فقط من اجل أن لا تسمع سخطا و صبرا على مهنة أحبتها.
هذه نماذج دون أن أحكي عن تجاربي الخاصة و حجم المعاناة التي كنت أعيشها بعد كل تحقيق أو روبورتاج و عدد المؤامرات لأني لم أدخل في حزب البزنسة و اكتفيت بما تعطيه الجريدة بالقطعة ،و في وقت يتقاضى صحفيون يحررون البيانات الملايين كنت أجلس لأيام أقرأ الملف وابحث عن الحقيقة و الدليل لأنشر تحقيقا واحدا ، لاعتقادي انها أمانة ومسؤولية و ضرورة العمل بمبادئ الصحافة النزيهة و الوفاء لمصداقية الجريدة ، لتنتهي الحكاية دون أن أتقاضى مستحقاتي و دون أن تسوى وضعيتي ببساطة لأن الكل أصبح رخيسا و الكل أصبح فاسدا و الكل أصبح طماعا.
صحافة الإدماج التي صارت المشكل الأعظم اليوم الذي من المفروض أن تتفطن له المؤسسات الإعلامية على أنه انتاج للرداءة و أكل الحرام و سرقة عرق الآخرين ، أنتج لنا جرائد صارت نسخة عن بعضها ، تتداول فيها ذات الأقلام سواء من المراسلين أو صحفيين الذين يرضون العمل بالمجان و هذا ما يلائم أجندة كل جريدة جديدة لكنها تقتل نفسها و مصداقيتها لان القادمون إليها إما أنهم طردوا بعدما كشفت جرائدهم ألاعيبهم أو أنهم فقدوا المصداقية ، وليس بعيدا عن هذا فقد وظفت جريدة جديدة خمس مراسلين من ولاية واحدة لكل منهم ماضي في الفساد و البزنسة ، أحدهم فنان في سرقة المقالات طردته جريدة الشروق بعدما اشتكى شيخ كبير به كان قد أعطى للمراسل مبلغ مليون سنتيم مقابل نشر شكوى ولم ينشرها ،و آخر عمل بجريدة الخبر كل مقالاته عن العقرب والكلاب المشردة و يتقاضى عن كل مقال عن حي مقابل من سكان الحي يشتغل في منصب بمحكمة الجلفة و آخر فنان في انتحال الصفات كل يوم مع مسؤول و في فندق كبير مع رجل أعمال له قصص معه و آخر رئيس مصلحة بمديرية فنان في التحرش الجنسي و البزنسة و له باع طويل مع مدراء النشر في الكذب و المؤامرات.
هذه النماذج التي تنتجها لنا سياسة الجرائد و هذه النماذج من تنقل هموم الناس ، هي ناجحة فعلا لأنها استغفلت من يتكلمون اليوم عن واقع الصحافة وتحرير القطاع و يكتبون يوميا عن فساد النظام وهم من ينتجون الفساد و يساهمون فيه حين تركوا نماذج مثل هذه تتصدر ساحة الاعلام الجواري لنقل الواقع المحلي
أخيرا أقول : إذا دعوت للخير فسيكرهك الأشرار .. و اذا دعوت للنجاح فسيكرهك الفاشلين .. و اذا دعوت للإصلاح فسيكرهك المفسدين .. فمرحبا بمن يكرهنى فهذا يشعرنى أنى على الطريق الصحيح
طبعا على حساب المهنية و نقل هموم الخلق كما هي ،و على حساب التنقل إلى موقع الحدث و الاكتفاء بالقيل والقال التي عادة ما تشوه الحقيقة ، و كانت دائما نتيجة هذا سخط المجتمع على الصحافة و نعتها ببائعة الحقيقة و السقوط في حضن المسؤول الفاسد ، لذلك انسحب الخيرون الذين كانوا يأملون أن تتفطن المؤسسات الإعلامية للخلل لكن يبدو أنها عاثت فسادا و أفرزت لنا سياسة توظيف أخرى هي صحافة الادماج لأنها لا ترى ما هو الواقع الذي يعاني منه حتى الصحفيين الذين يتقاضون الملايين و هم وراء مكاتبهم يحررون تقارير الوزارة و لقاءات المجلس والبيانات
ماذا ينتظر رئيس تحرير من مراسل أو صحفي يتقاضى بالإدماج ودون وثيقة وماذا ينتظر من صحفي يرى الشانبيط و الحيطيست يتقاضى أحسن منه ، وماذا ينتظر رئيس تحرير من صحفي يكتب يوميا عن احتجاجات رفع الأجور وصلت الى الملايين لم تقنع أصحابها ، وهو يرى نفسه كالكلب المشرد بدل أن يعيش من راتبه يجد نفسه يصرف ليقال عنه صحفيا أو لأنه يعتقد أنه أمام واجب نقل هموم المجتمع و همه و حقوقه في تحت اقدام مدراء المؤسسات ، والأكثر من كل هذا يسمع يوميا" أنت راك راقد لا تعمل ولا ترسل مقالات ولا تتحرك" .
تروي لي صحفية موظفة بالادماج منذ عامين مآسيها اليومية منذ الصباح الباكر تنهض لتلتحق باكرا بأروقة المحاكم و تسمع ما يجعل منها تبكي احيانا وتتحسر الى ساعات متأخرة دون غذاء حتى الرابعة مساء ، لتخرج ألى أقرب قاعة انترنيت وتحرر ما تراه مناسبا كمادة اعلامية ثم ترسلها و تذهب لتصل في ساعة متأخرة منهكة ، وتعد بعض ما تراه مناسبا لروبورتاج و تحقيق و هكذا دواليك ، تقول الصحفية أنها تعيش حالة نفسية سيئة نتيجة المشاكل اليومية التي تسمعها و نتيجة السب والشتم التي تتلقاه لتصل الى معلومة أكيدة ناهيك عن تحريرها و إرسالها و كل شهر تتلقى صدقة الدولة وتسمع السخط من رئيس تحريرها ، وتروي زميلة أخرى عن حكاية المصاريف اليومية فقط من اجل أن لا تسمع سخطا و صبرا على مهنة أحبتها.
هذه نماذج دون أن أحكي عن تجاربي الخاصة و حجم المعاناة التي كنت أعيشها بعد كل تحقيق أو روبورتاج و عدد المؤامرات لأني لم أدخل في حزب البزنسة و اكتفيت بما تعطيه الجريدة بالقطعة ،و في وقت يتقاضى صحفيون يحررون البيانات الملايين كنت أجلس لأيام أقرأ الملف وابحث عن الحقيقة و الدليل لأنشر تحقيقا واحدا ، لاعتقادي انها أمانة ومسؤولية و ضرورة العمل بمبادئ الصحافة النزيهة و الوفاء لمصداقية الجريدة ، لتنتهي الحكاية دون أن أتقاضى مستحقاتي و دون أن تسوى وضعيتي ببساطة لأن الكل أصبح رخيسا و الكل أصبح فاسدا و الكل أصبح طماعا.
صحافة الإدماج التي صارت المشكل الأعظم اليوم الذي من المفروض أن تتفطن له المؤسسات الإعلامية على أنه انتاج للرداءة و أكل الحرام و سرقة عرق الآخرين ، أنتج لنا جرائد صارت نسخة عن بعضها ، تتداول فيها ذات الأقلام سواء من المراسلين أو صحفيين الذين يرضون العمل بالمجان و هذا ما يلائم أجندة كل جريدة جديدة لكنها تقتل نفسها و مصداقيتها لان القادمون إليها إما أنهم طردوا بعدما كشفت جرائدهم ألاعيبهم أو أنهم فقدوا المصداقية ، وليس بعيدا عن هذا فقد وظفت جريدة جديدة خمس مراسلين من ولاية واحدة لكل منهم ماضي في الفساد و البزنسة ، أحدهم فنان في سرقة المقالات طردته جريدة الشروق بعدما اشتكى شيخ كبير به كان قد أعطى للمراسل مبلغ مليون سنتيم مقابل نشر شكوى ولم ينشرها ،و آخر عمل بجريدة الخبر كل مقالاته عن العقرب والكلاب المشردة و يتقاضى عن كل مقال عن حي مقابل من سكان الحي يشتغل في منصب بمحكمة الجلفة و آخر فنان في انتحال الصفات كل يوم مع مسؤول و في فندق كبير مع رجل أعمال له قصص معه و آخر رئيس مصلحة بمديرية فنان في التحرش الجنسي و البزنسة و له باع طويل مع مدراء النشر في الكذب و المؤامرات.
هذه النماذج التي تنتجها لنا سياسة الجرائد و هذه النماذج من تنقل هموم الناس ، هي ناجحة فعلا لأنها استغفلت من يتكلمون اليوم عن واقع الصحافة وتحرير القطاع و يكتبون يوميا عن فساد النظام وهم من ينتجون الفساد و يساهمون فيه حين تركوا نماذج مثل هذه تتصدر ساحة الاعلام الجواري لنقل الواقع المحلي
أخيرا أقول : إذا دعوت للخير فسيكرهك الأشرار .. و اذا دعوت للنجاح فسيكرهك الفاشلين .. و اذا دعوت للإصلاح فسيكرهك المفسدين .. فمرحبا بمن يكرهنى فهذا يشعرنى أنى على الطريق الصحيح
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
Unknown
19 يونيو 2011 في 9:07 م
السلام عليكم
للأسف هذا هو الواقع ، لقد إنتابني الندم و الحسرة بمجرد قراءة العنوان ، فقررت التعليق قبل مواصلة قراءة المقال ، و سأرد بعد قراءة المقال إلى الآخر