صناعة الشك والخوف
الأربعاء, أبريل 04, 2012 // 1 التعليقات // خالد بشار // القسم: بعد المداولة //تحولت مواقع التواصل الاجتماعي أحيانا إلى ساحات حرب "قذرة " تحت عنوان حرية التعبير العابرة للقارات و الخارقة لكل القيم والعادات والتقاليد والأخلاق ، لكن هذا لا ينف أنها مساحة متميزة استطاعت في ظرف وجيز خلق فضاءات تعبير ،و وسيلة إعلام جديد اثبت قدرته وفعاليته وسرعته ، وأحيانا قوته في الإطاحة بالأنظمة رغم أني لا أؤمن بنظرية"ثورة الفايسبوك "التي أسقطت الديكتاتوريات بقدر ما أنا مؤمن أنها من العوامل التي ساعدت بالإطاحة بها مع مزيج من المؤثرات و الأسباب.
في الجزائر وسط هذا التفاعل الافتراضي الجميل اختصت جماعات في قتل المبادرات الجميلة ،تذكرني تماما بسنوات التسعينيات و بالإرهاب الفكري الذي كانت تمارسه بعض الجماعات بعيدا عن إرهاب الدم و القتل ، تختص بتخويفنا و التشكيك في أي شخصية تلقى الاحترام والتقدير من طرف الشباب و المواطن لتجعل من تاريخها أسودا و من شموخها مجرد ظاهر عنوانه " التملق و النفاق " ، كنا ندرك تماما حينها أن حجم الإشاعة يفوق الحقيقة لكن معطيات الخوف واللا أمن و أسلوب هذه الجماعات جعلها تنجح في قتل مئات الشخصيات المحلية والوطنية و وضعها محل شك وأحيانا اتهامها بالإرهاب و العمالة و إنتمائها لعائلات الحركى .
نفس الجماعات اليوم تقوم بمهامها لقتلنا مجددا و ضرب كل شخصية جديدة أو مشروع إعلامي أو اقتصادي جديد ، باعتماد أسلوب مهاجمة صاحب مبادرة ايجابية قبل أن تولد واتهامه في أخلاقه أو بعمالته أو أشياء أخرى غريبة خارج النص و أمام الملأ دون رقابة و دون شجاعة حين يعتمد هؤلاء أسماء خفية تحمل كل الحقد ، تظهر على أنها غيورة لكنها على العكس من ذلك هي مكلفة بمهام خاصة لا تختلف عن لوبيات الفساد و السياسة لأن هدفها في الأخير جعل المواطن في حالة شك و خوف من أي جديد، و نتيجتها زرع الشك لإيهام المواطن أن لا وجود لشخصيات يمكنها أن تُحدث التغيير سوى من هم يحكموننا اليوم .
الفرق إذن هو ساحات المعركة من الواقع إلى الافتراضية التي خلقت الأمان القانوني ، و هي محاولة أخرى لجماعات خفية تعمل على صناعة الخوف و بعث الشك إلى كل النفوس والتشكيك في كل مبادرة و هكذا دواليك صار المواطن أسير هذه الجماعات ، لكن هناك من يجاهد لجعلها مجرد " أصوات" تنبح ، مع ظهور أقلام تدوينية تكافح بطريقتها كل أنواع الفساد التي نخر المجتمع ، ومع وجود مساحات أخرى أكثر أملا و اطمئنانا ،ولان هذه الجماعات التي لا تزال أسيرة سنوات الخوف تعتقد ان المواطن لم يتعلم صناعة الأمل بعدما ذاق الظلم والفساد و الاستغباء .
"ضحايا النت " هكذا اسميهم سبقهم ضحايا السموم الإعلامية قبل عالم النت ، وكم فقدت الجزائر الكثير من الشخصيات نتيجة المؤامرات و نتيجة زرع وبث الخوف في نفس المواطن ، لأن صناعة الخوف والفتنة لها غرفها الخاصة بدأت تمتد لعالم النت لضمان السرعة و التأثير.
المدون /خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
umzug
14 أكتوبر 2012 في 12:38 م
:)) ... شكرا لكم .. دائما موفقين
umzug
umzug wien
umzug wien