العروشية و السكنات ...وقود حملة المحليات في الجلفة
الاثنين, سبتمبر 24, 2012 // 1 التعليقات // خالد بشار // القسم: تحقيقات //وقود الحملة الانتخابية ...السكنات "وعد للمريدين " |
تعيش مختلف بلديات الجلفة على وقع "حراك سياسي" غير عادي قبل ستين يوما عن موعد الانتخابات المحلية التي من المنتظر أن تشهد اقبالا كبيرا عكس الاستحقاقات السابقة نظرا لخصوصيتها، ويعمل مترشحون على استباق الوقت لاستكمال ملف الترشح والظفر بأسماء مرافقة لها في قائمة الترشح باللعب على وتر العروشية و سيرة الاشخاص ، و وسط هذا الحراك يعرف الشارع الجلفاوي نقاشا حادا تمحور خصوصا بين ما فعل السابقون وما سياتي به القادمون الجدد للمواطن خاصة في البلديات الصغيرة التي تعيش على وقع مشاكل إجتماعية وإقتصادية و تنموية كبيرة.
في المقاهي و الادارات و في مختلف التجمعات... هناك في شوارع البلديات والقرى لا حديث سوى عن الانتخابات المحلية القادمة و المرشحون الجدد " الطامعون " بمنصب " المير" ، ...إختلفت أهدافهم و غاياتهم لكن توحدت وسائلهم و معايير اختياراتهم للظفر باصوات المواطن المدعو لإختيار الأحسن أو الاقرب من ناحية العرش أو صاحب الضمانات الكبيرة، ليبقى الفوز في الأخير لمن استطاع اللعب بالاوتار الحساسة التي لا تتعدى ثنائية "الوعود و العروشية" حيث تبقى المسيطرة على أختيارات المواطن في ولاية لا تزال تحكمها أعراف الانتماء و الانحياز نحو المنتمي للعرش، فماذا لو تعددت الاسماء في عرش واحد ؟
السباق نحو العرش ..و بداية المزاد (؟..)
كواليس المحليات تسقط فيها جميع الحسابات ليبدأ الصراع بين الراغبين في تصدر القوائم نحو اختيار "فرد " ينتمي الى العرش الأكبر أو الفرقة "المسيطرة" طمعا في حصاد أصوات أكثر ، و الفائز في الصراع الحاصل هو الاحسن اختيارا لافراد القائمة من بين من يحوز على احترام الكثيرين من ابناء العرش أو الفرقة، و تتوزع عروش الجلفة حسب البلديات التي تختلف فيها الأغلبية، فإن كان الكثير يرى في تموقع عرش "أولاد الغويني " على مستوى حاسي بحبح و واولاد عيسى على مستوى دائرة مسعد ، فإن المنافسة الشرسة تبقى في الفرق المكونة للعرش على مستوى هذه البلديات حيث جرت عادة تريتب القوائم على حسب "الفرقة " الأكبر في بلديات العرش الواحد ، و هو ما يركز عليه المتسابقون نحو كرسي "المير " باختلاف طموحاتهم و ما تُركز عليه الأحزاب الكبيرة التي تفطنت الى ورقة العرش بعيدا عن الانتماء السياسي .
في الجلفة تعيش مختلف البلديات هذه الأيام على وقع منافسة شرسة بين الراغبين في تصدر القوائم حيث تنعقد الاجتماعات الليلية و جماعات "التكوليس" لاقناع شخص أو الظفر بشخصية من فرقة معينة،و تستمر المفاوضات لساعات وأيام بعيدا عن عنصر اختيار الكفاءات "المختزل" من حسابات القوائم و مهندسيها و "مكولسيها"، في هذا يقول أحد سكان بلدية عين معبد أن النقاش الحاصل هذه الأيام يتعلق أساسا باختيار شخصية فاعلة في "الفرقة" بعيدا عن ماذا يمكن أن يقدم ، مضيفا أن معظم النقاشات لا يتعدى قضية قيمة الشخص ووزن أصواته ، في وقت تبقى الحسابات "نسبية "أمام تعدد القوائم و تشتت أصوات العرش الواحد بين عدة قوائم لينفوق في الأخير من اصطاد الفرد الفاعل في العرش الاكبر وزنا انتخابيا .
حكاية "الأفضل والأقدر" في العرش الفلاني هي المسيطرة في معظم النقاشات عبر جُنح الليل،لينهض السكان في مختلف البلديات على وقع الجديد في القوائم(..)، لكن السؤال ، لماذ يُغيب مقياس الكفاءة و يُركز الجميع على تأثير الاشخاص في أفراد عرشهم ؟ ، يقول " محمد ، ق" و هو أحد سكان بلدية الزعفران أنه يستغرب مقاييس المترشحين في هندسة القائمة، ففي بلدية ليست ببعيدة تساوى خريح المدرسة العليا للادارة مع صاحب اللامستوى في مفارقة تجعل من مصير السكان محكوم بعقلية العروش ، سرعان ما يظهر الندم طيلة خماسية العهدة التي تحصر عمل المجلس في ملف الشبكة الاجتماعية و السكنات التي خضعت هي الأخرى لمسألة العروش و تقسيم "الترتة" و الوفاء بعهد المير للعرش الذي نصره ، وهي الحقيقة التي يكتشفها المواطنون بعدما تضع حرب النعرات العروشية أوزارها ويتساوى الجميع في دفع فاتورة الركود مدة خمسة سنوات ، فالاميار "عاجزون" ،و عادة ما تلد الحرب الشرسة أشخاصا بعيدون عن فن التسيير و جلب الاستثمار بسبب ضعف المستوى ونقص الخبرة .
طيلة استطلاعنا من أجل الوقوف على حمى صناعة قوائم المحليات و مشاهد السباق نحو العرش الأكبر الى الاصغر اكتشفنا أن نماذج الاختيار تتكرر من بلدية إلى أخرى ،و مقاييس متصدري القوائم توحدت رغم اختلاف مستوى كل جماعة ،رغم ان العامل المشترك في كل النقاشات "حسرة و استياء " من عمل المجالس الشعبية البلدية التي ستنتهي عهدتها بعد أيام ، و آن موعد نشر غسيلها و فضائحها و مغامرات الأميار مع العقار و "البزنسة" مع المقاولين في ظل غياب صار "ممقوتا" للجان محاسبة تقف على التجاوزات المفضوحة والعلنية ، و هو ما شجع الكثير من أعضاء حاليين و اميار لإعادة الترشح في ثوب "المنقذ" رافعين شعار "عهدة أخرى من أجل المواطن (؟) ، في هذا السياق من المنتظر أن تتكرر ذات الأسماء في عدة بلديات في ظل غياب برامج واضحة للأحزاب ، واستراتيجية مبينة على قواعد صححية بعد خضوعها إلى منطق العروشية و إيمانها انها مجرد غطاء لدخول الكثير معترك السياسة و الطريق نحو كرسي "المير" دون اعتقاد بمبادئ الحزب و برامجه .
وعد بالسكن ..لمن خسرالظفر بورقة العروش (؟)
كل شيء "مباح" في السياسة ، فالوعود العابرة و الجنة الموعودة صارت الورقة الثانية للظفر باسم في العروش او حصد المزيد من الاصوات لأنها الورقة الوحيدة للوصول الى قلوب المحتاجين و التأثير على الكثير من العائلات خاصة "ملف السكنات" بعد انطلاق عدة مشاريع في مختلف البلديات و ظفرها بحصة كبيرة،في وقت كانت قوائم الشبكة الاجتماعية و الحصول على مشاريع أوراقا للعب على العواطف ، في هذا الإطار ذكر مواطنون لــ"الشعب" أن ورقة السكن عادة ماكان "الوعد الشائع " للباحثين عن كسب المزيد من الأصوات ، و كانت الشعب قد أشارت في وقت سابق أن العديد من هؤلاء حاول عرقلة عملية توزيع سكنات بعد تعليمة وزير الداخلية المتعلقة بتوزيع السكنات الجاهزة قبل نهاية الشهر الجاري ، و كشفت مصادرنا أن التعليمة التي تفاءل بها العديد من المواطنين بعد طول انتظار سرعان ما خلقت حالة طوارئ لدى العديد من المترشحين كونها الورقة التي ستسقط في حملتهم الانتخابية بعد وعود اطلقوها لمريديهم من اجل الظفر بأصواتهم ، في ذات الاطار استنكر العديد من المواطنين سكوت الجهات المعنية تجاه استغلال البعض مشاريع للدولة في حملات انتخابية ستخلق العديد من المشاكل في هذا الملف خلال المرحلة القادمة بسبب خضوعها لمنطق الحسابات السياسية بعيدا عن الشفافية .
ما يحدث هذه الايام من تسارع في صنع خارطة قوائم المحليات بمختلف بلديات الجلفة يعكس أن فسيفساء تشكيلة الاميار لن تختلف عن التشكيلة السابقة التي فشلت بلغة الواقع وباعتراف المسؤول الاول عن الولاية في القضاء على ثلاثية معاناة المواطن " سكن و شغل و تنمية محلية " بسبب سوء تسيير ميزانيات ضخمة مخصصة للتنمية إما لعدم قدرتها و كفاءتها او نتيجة منطق الاختيار السيء الذي يعتمد على استغلال القادمون الجدد للنعرات العروشية من أجل خلق معركة بين العروش لا أساس لها بدليل وضع أوزارها مباشرة بعد تنصيب المجالس و سيطرة المصالح الخاصة عن المصالح العامة ، حيث يعتبر الكثير من المراقبين للوضع التنموي بالجلفة ان صناعة الفتنة بين العروش صارت الصناعة الأكثر شيوعا للعب بأوتار المواطن طالخاسر في المعادلة " بعد خضوع اختياراته لمنطق العاطفة ،ياتي هذا في وقت سقطت الأحزاب في الفخ و ابتعدت عن التعبئة السياسية الحكيمة التي تعني الاختيار الافضل من أجل تنمية البلدية و فهم الأميار لقوانين الاستثمار لفتح المزيد من مناصب العمل و العمل على تنمية البلديات تماشيا مع القوانين الجدية التي فتحت افاقا واسعة كانت موصودة في سنوات السابقة.فهل تتدارك الأحزاب نفسها قبل الموعد كي لا تجعل نفسها غطاء و بوابة لمهندسي صناعة النعرات أم أنه كُتب على المواطن اختيار نفس "البارونات" ليجد نفسه بعد فوات الأوان أمام واقع صنعه بورقته الانتخابية في لحظة نعرة عروشية ووعد زائف ؟ و للحديث بقية .
خالد بشار وليد
نجاة للصحافة : بطاقة هوية
خالد بشار وليد صحفي مختص في التحقيقات شؤون العدالة تاريخ ومكان الازدياد : 17/05/1978 بالجلفة الشهادات الأكاديمية/ ليسانس في العلوم القانونية والإدارية من جامعة البليدة سنة 2000 شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة من جامعة البليدة سنة 2001 /الإجازات الأكاديمية مذكرة تخرج بعنوان الإعلام كسلطة رابعة * دراسة تحليلية لواقع و أفاق الإعلام في الجزائر * بدرجة ممتاز مع تقدير اللجنة الخبرات السابقة / سنة 1998* مراسل من جامعة البليدة لجريدة الواحة الجزائرية سنة 2002* صحفي محرر بجريدة الواحة الجزائرية المكتوبة و الالكترونية 2003* صحفي مكلف بالتحقيقات والقسم القانوني بجريدة الواحة الجزائرية. * 2008*صحفي بأسبوعية الديار الجزائرية مكلف بالتحقيقات و عمود أوراق محقق صحفي بأسبوعية الخبر حوادث *ملحق الخبر الأسبوعي* صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
الحزن القاتل في الشرق
مرت سنة كاملة بأشهرها ، أياما ،و ساعاتها على وفاة الشيخ الامام الجابري بولاية تبسة ، ولا أعرف هل اقول "وفاة " أم اغتيالا أم "قتل مع سبق الاهمال و اللامبالاة"،سوى ان الحقيقة الثابتة أنه رحل عن أولاده وزوجته و ترك لهم تركة كبيرة ، ليست مالا و لا عقارات بل "أحزان ".... وحقيقة مرة لا تغدو سوى ان تكون "وصية" كتبت بخط الروح المتعذبة بالمآسي عنوانها " ابحثوا عن وطن " ،أنها تركة ووصية لا يفهمها الغاوون و لا المتملقون بل يفهمها أصحاب الضمائر الحية الذين اكتتووا بفساد هذا البلد و هم لا يستطيعون العيش بالفساد و مال الحرام و دون ضمير ولا أخلاق و لا يحتملون التملق من أجل كسب حقوقهم.
.تتمة الموضوع
umzug
14 أكتوبر 2012 في 12:34 م
:)) ... شكرا لكم .. دائما موفقين
umzug
umzug wien
umzug wien